حوار بري استجابة للضغوط ومخزون البلوك 9 يرسم معالم المرحلة

يشهد الواقع السياسي والدبلوماسي في لبنان هذه الايام نشاطا ملحوظا حرّك الجمود الحاكم للاستحقاقات وفي مقدمها الملف الرئاسي القابع على قارعة الانتظار للشهر الحادي عشر على التوالي. وفي وقت تبدو  عين التينة محور حركة المستطلعين للمبادرة التي اطلقها رئيس المجلس النيابي نبيه بري الداعي الى حوار لسبعة ايام تليها جلسات نيابية مفتوحة لانتخاب رئيس الجمهورية،تبقى هذه المبادرة على رغم استهدافها من قبل المعارضة محل رصد ومتابعة من اهل الداخل والخارج على حد سواء، وخصوصا من قبل عواصم القرار المؤثرة في الساحة اللبنانية وسط ترقب لتفاصيلها لا سيما موعد انعقاد الحوار وجدول اعماله واذا كان البديل عن المبادرة الفرنسية. 

ومع توجه حزبي القوات اللبنانية والكتائب الى مقاطعة الطرح المستجد لعين التينة وانقسام كتلة التغييريين حول الانخراط فيه وتريثهم بانتظار اعلان التفاصيل، يتوقع مشاركة قرابة 85 نائبا ما يوفر انعقادا مقبولا لحوار بري ويرفع من فرص نجاحه لتأمين الاجواء الملائمة لانضاج تسوية داخلية، خصوصا اذا ما كانت مشفوعة بغطاء مسيحي من قبل بكركي والتيار الوطني الحر وبدفع خارجي ترجم بالحراك الدبلوماسي الذي شهدته عين التينة. 

النائب التغييري ياسين ياسين يقول لـ"المركزية" : ان طرح الرئيس بري حتى الان اعلامي فقط. لا هو حدد جدول الاعمال ولا وجه دعوات رسمية الى المفترض مشاركتهم. كما اننا لا نعلم اذا كان طرحه هذا يتكامل مع المبادرة الفرنسية ام يتعارض معها. اضافة فإن استباق انتخاب الرئيس بالحوار بدعة وتجاوز للدستور الذي يقول بتحول المجلس النيابي الى هيئة ناخبة لحين انتخاب الرئيس. ولتحقيق ذلك مضى على بقائنا ممثلين بالنائبين ملحم خلف ونجاة صليبا 8 اشهر في البرلمان. 

ويتابع ردا على سؤال : شو عدا ما بدا حتى استفاق الرئيس بري من غيبوته وقرر فتح المجلس النيابي وفي جلسات متتالية بعدما كان ممتنعا عن ذلك. اعتقد انه استجاب للضغوط الغربية التي مورست عليه اخيرا ومنها تحديدا في لقائه مع المستشار الرئاسي الاميركي لشؤون الطاقة اموس هوكشتاين الذي استعادت بلاده امساكها بالملف الرئاسي اللبناني تقدمة لما ستفضي اليه عمليات التنقيب عن الغاز في البلوك 9 الواعد. لذا لا ارى انتخابا لرئيس الجمهورية قبل التأكد من مخزونه وكمياته التجارية التي سيعقبها ترسيم بري للحدود البرية الجنوبية والشرقية والتي سيكون حزب الله شريكا فيها على ما اوحى بذلك هوكشتاين في زيارته للروشة وبعلبك المؤكدة على الاستقرار في المرحلة المقبلة وعنوانها الرئيسي التنقيب عن الثروة النفطية وانهاء حالة العداء مع اسرائيل.