المصدر: النهار
الأربعاء 20 آذار 2024 07:40:13
يستكمل سفراء اللجنة الخماسية جولتهم الاستطلاعية على القيادات اللبنانية، قبل "بلورة خريطة الطريق" التي أشار إليها السفير المصري علاء موسى. وكان الوفد قد التقى رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع ورئيس الجمهورية السابق ميشال عون في منزله في الرابية.
"خريطة الطريق" هذه، في الأساس، ترتكز على الحوار بين الأطراف السياسية وتقريب وجهات النظر بينها. لكنّ مصادر "النهار" كشفت عن حوارات خلفية قائمة في بكركي، وفي اتّجاه القيادات الإسلامية.
وقالت مصادر مواكبة للقاء الرابية اليوم لـ"النهار" إنّ اللجنة لم تقدّم أيّ طرح، وإنّ اللقاء جاء من باب "موقعه الوطنيّ، وما يمثّل". وأضافت أنّ اللقاء تطرّق إلى موضوع الحرب في غزة والجنوب بشكل أساسيّ.
أمّا في موضوع الاستحقاق الرئاسي فقالت المصادر عينها، إنّ السفير السعوديّ وليد البخاري شدّد على ضرورة انتخاب رئيس "حتى لا ينزلق لبنان إلى ما هو أخطر"، فيما تمنّى السفير المصريّ علاء موسى على عون "أن يكون عاملاً مساعداً لمهمّة الخماسيّة بما يملك من حيثية". أمّا السفيرة الأميركية ليزا جونسون فقد أرادت الاستماع أكثر إلى آراء الرئيس عون، الذي أكّد بدوره أنّ موضوع الانتخاب مرتبط بفتح باب المجلس النيابيّ، وأنّ هذا الأمر عند رئيس المجلس نبيه بري.
وتؤكّد المصادر أنّ هذا الشقّ من الزيارة مرتبط بالتمثيل الوطني الذي يمثله الرئيس عون، أمّا الشقّ السياسيّ فيبحث مع رئيس تكتل "لبنان القويّ" النائب جبران باسيل، وأنّ السفراء "طلبوا بالفعل موعداً للقاء". وتقول المصادر نفسها، إنّه بناءً على ذلك من الطبيعي ألّا يحضر باسيل لقاء الرابية، و"أنّه لا أحد يستطيع فرض شروط على العماد عون حول من يستقبل في منزله".
وعمّا نُشر في الإعلام عن شرط أميركيّ لذلك قالت المصادر، إنّه بفعل العقوبات الأميركية المفروضة على النائب باسيل لا تستطيع السفيرة لقاءه إلّا في حال حصولها على إذن بذلك من إدارتها، لكن من ناحية ثانية فإنّ العلاقة بين عوكر وميرنا الشالوحي قائمة تماماً كما هي قائمة مع السفارة السعودية.
في سياق متّصل بموضوع الحوار، قالت مصادر الرابية لـ"النهار" إنّ ردود الفعل على خطاب النائب باسيل في مؤتمر التيار كانت إيجابية، مؤكّدة أنّ هناك حواراً قائماً في بكركي على مستوى اللجان وموفدين خاصّين يمثلون الأحزاب المسيحية، مستغربة في الوقت عينه محاولة إنكار ذلك في الخطابات العلنية، وأنّ ما قصده النائب باسيل في كلمته رفع مستوى الحوار القائم تحت سقف بكركي إلى الصفّ الأوّل.
وكشفت المصادر عن وجود "رسول" مع الرئيس بري، وهذا ما قاطعته مصادر عين التينة، إذ أكّدت أنّ نائباً يمثل "التيّار الوطنيّ" يزور الرئيس بري دائماً، قبل أن يبدأ سفراء الخماسية بجولاتهم، وهذا ما عكس قولهم بعد لقاء أمس في مقرّ الرئاسة الثانية "أنّ هناك إيجابية ومرونة". وتابعت مؤكّدة إحراز تقدّم في الحوار الثنائيّ، وأنّ المناخ اختلف عن السابق بحيث بات أكثر مرونة، خصوصاً أنّ التواصل لم ينقطع يوماً.
وبحسب مصادر "التيار"، هناك "رسائل إيجابية" مع النائب السابق وليد جنبلاط "بطريقة أو بأخرى" دون الإفصاح عن هذه الطرق، مكتفية بالقول إنّ النتائج ستظهر في الأيام المقبلة، لكنّ جنبلاط أكد لـ"النهار" أنه لا يوجد أي تواصل معه، وأنه يترك الأمور لرئيس اللقاء الديموقراطي النائب تيمور جنبلاط.