المصدر: وكالة الأنباء المركزية
الثلاثاء 24 حزيران 2025 22:47:11
حذر الخبراء من أن لقاح كوفيد-19 الذي تنتجه شركة "أسترازينيكا" قد يتسبب في التهاب قاتل في الدماغ، وذلك بعد تسجيل حالة لرجل أصيب بهذا المرض إثر تلقيه جرعة واحدة من اللقاح.
وبحسب صحيفة "ديلي ميل"، طلب رجل يبلغ من العمر 60 عامًا في فرنسا المساعدة الطبية بعدما ظهرت عليه مشاكل في المشي وارتباك ذهني مفاجئ، وذلك بعد أربعة أسابيع من تلقيه لقاح "أسترازينيكا".
وأظهرت الفحوصات التي أجراها الأطباء أن الرجل يعاني من التهاب السحايا والدماغ، وهو تورم مهدد للحياة في الدماغ والأنسجة المحيطة به وبالحبل الشوكي، وفقًا لما نشره الأطباء في مجلة "الجمعية الطبية الأميركية لعلم الأعصاب".
على الرغم من أن هذا المرض قد يكون ناتجًا عن مشكلات صحية أخرى مثل العدوى أو أنواع معينة من سرطانات الدم، فإن تحليل أنسجة دماغ المريض لم يظهر أي علامات لوجود فيروسات أو أمراض أخرى قد تكون السبب في هذا التورم.
ويعتقد الأطباء أن التورم ناجم عن استجابة مناعية مفرطة بسبب اللقاح، حيث شخصوه على أنه التهاب دماغي بعد التطعيم.
الرجل، الذي تعرض لنوبتين من تورم الدماغ أثناء تلقيه العلاج، خضع لعلاج خاص لتثبيط جهازه المناعي لمدة 6 أشهر حتى أصبحت أعراضه تحت السيطرة.
وقال الأطباء إن الرجل تعافى تقريبا بشكل كامل بعد ثلاث سنوات.
ورغم تحسنه الأولي بعد العلاج، إلا أن أعراضه عادت بعد ثلاثة أشهر، إذ ظهرت عليه من جديد مشاكل في المشي واضطراب ذهني، مما دفع الأطباء لأخذ خزعة من الدماغ وبدء العلاج مجددا لمدة ستة أشهر.
وأوضح الأطباء أن الانتكاسة أظهرت أهمية العلاج المستمر لهذه الحالات، وكذلك أهمية التشخيص المبكر والعلاج المكثف.
وقد سُجلت سابقا حالات التهاب دماغ بعد لقاحات كوفيد. ففي دراسة نُشرت عام 2023 شملت 65 مريضا، تبين أن لقاح أسترازينيكا كان أكثر اللقاحات ارتباطا بهذه الاستجابة، حيث شكل أكثر من ثلث الحالات.
وأشار مؤلفو الدراسة، إلى أن السبب الدقيق وراء حدوث الالتهاب الدماغي الناجم عن اللقاح لدى بعض المرضى لا يزال غير مفهوم، لكن معظم الحالات تعافت بشكل كامل.
ويعتقد الباحثون أن رد الفعل الضار يحدث بسبب فيروس البرد المعدل المستخدم في اللقاح، والذي يتفاعل مع نوع من البروتين في الدم يُعرف بعامل الصفائح الدموية 4.
لكن في حالات نادرة، يخطئ الجهاز المناعي في التعرف عليه ويعتبره جسما غريبا، ويطلق أجساما مضادة لمهاجمته، وهذه الأجسام المضادة تتكتل مع عامل الصفائح الدموية 4، وتشكل جلطات دموية، وهو ما يُعتقد أنه مرتبط بمضاعفات اللقاح.
وعلقت فرنسا ودول أوروبية استخدام هذا اللقاح البريطاني في عام 2021، بعد تقارير عن عدد قليل من المرضى الذين عانوا من رد فعل نادر وخطير يتمثل في تجلط الدم مع انخفاض عدد الصفائح الدموية.