خروقات سيبرانية تحاول خاصّة استهداف الكتائب

محاولات متنوعة من الاستهداف يتعرّض لها حزب الكتائب اللبنانية منذ فترة تزامناً مع أسلوبٍ شغوف يتّخذه رئيس الكتائب النائب سامي الجميّل في التحدّث إلى المكوّنات اللبنانية من مبدأ يختصره من هو مواكبٌ للترتيب السياسيّ الكتائبيّ على أنّه يبحث عن توطيد انفتاحٍ رشيق على كافة الفئات، فإذا بحراكه يثير غيظاً من الذين لا يحبّذون تقوية التلاقي بين اللبنانيين ويبتغون الإبقاء على الحواجز النفسية، فإذا بهم يقترفون ما في إمكانهم من فوضى تعطيلاً للمرونة الكتائبية.

لم ينحصر الاستهداف في السياسة فقط، فإذا بالغاضبين يتّخذون نمطاً سيبرانياً ويخترقون الموقع الإلكتروني الخاص بحزب الكتائب اللبنانية، ما يشكّل بحسب السرد الإعلامي الكتائبي الرسمي محاولة سيبرانية مضلِّلة، وهي ليست بمسألة مفاجئة حيث إنّها كانت قد تكرّرت في الآونة الأخيرة، ويمكن وضعها إلى جانب حملة عمل عليها ناشطون سياسيون وإعلاميون يدورون في فلك محور "الممانعة" للتأثير على طموح رئيس الكتائب الشاخص نحو تلاقٍ على هدف وطنيّ واتباعه سياسة مخاطبة البيئة الشيعية شمولاً بتلك الحاضنة لـ"حزب الله"، وهو ما لم يلقَ تحبيذاً من محور "الممانعة"، بحسب ما تأكد لحزب الكتائب الذي يندفع من ناحيته نحو التحدث مع المواطنين الذين يمكنهم أن يعثروا على قوى سياسية تعمل على ملاقاتهم.

في معطيات تابعتها "النهار"، استطاع حزب الكتائب معرفة كيفية حصول  تلك الخروقات السيبرانية، فإذا به يأخذ المعالجة على عاتقه الخاصّ. وعلى المستوى السياسيّ، ليس المنحى التخويني جديداً على الكتائبيين الذين قاسوا حملات خصوصاً في الأشهر الماضية، عندما رفضوا زجّ لبنان في الحرب. في المحصلة، ثمة استفهامات مطروحة كتائبياً حول إن كان هناك من بدأ يخسر في المنطقة أو على الحدود اللبنانية الجنوبية، فإذا به يحاول أن ينقل المعركة إلى الداخل اللبنانيّ لتثبيت نفسه في مكان.

عن التحديات التي يواجهها الإعلام اللبناني بما في ذلك ما حصل مع موقع الكتائب الإلكتروني، يقول المسؤول الإعلامي في مؤسسة سمير قصير جاد شحرور لـ"النهار" إن "لبنان يمر في أصعب مرحلة من خطاب الكراهية ضدّ الآخر، والانقسام العمودي في لبنان صار أكثر وضوحاً بهدف إثارة النعرات، إن كان في خرق موقع حزب الكتائب من ناحية، أو في خرق كانت تعرّضت له "الميادين" وآخر جريدة "الأخبار" مع تبنّي خطاب إسرائيلي. إنّ كل هذه الأعمال السيئة تصبّ في إثارة النعرات، فيما الإعلام هو أحد أقوى الأسلحة لإثارة تلك النعرات، من دون إغفال خطاب المسؤول الإعلامي في "حزب الله" محمد عفيف الذي حاول من خلاله توجيه الإعلام اللبناني، حيث إنه أسوأ بكثير من الخروقات السيبرانية التي تحصل. إضافة إلى الترهيب المستتر للصحافيين والتحقيق معهم من "حزب الله" عندما يذهبون إلى أماكن الاستهداف". ويستنتج جاد شحرور أن "كل ذلك يؤكّد أن الإعلام في مرحلة حساسة مع استسهال إثارة النعرات، فيما لا بدّ من أهمية التدقيق في الفحوى الإعلاميّ".

يُذكر أن الخروقات السيبرانية التي قام بها محور "الممانعة" في لبنان تركّزت على موقع حزب الكتائب، لكن هناك خروقات أخرى قام بها ذلك المحور أيضاً شملت مواقع إلكترونية في الداخل الإسرائيلي من بينها موقع لإعلانات أفلام السينما في إسرائيل.