المصدر: النهار
الكاتب: ليلي جرجس
الثلاثاء 17 تشرين الأول 2023 19:54:50
كانت عقارب الساعة تشير إلى الساعة الثالثة والربع من عصر السبت الواقع في 14 تشرين الأول عندما هاجم "حزب الله" المواقع الإسرائيلية في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة.
لم يكن خليل أسعد علي (مواليد 1947) وزوجته زباد حسين عاكوم (1945) يشعران بأيّ قلق أو خوف من القصف المتقطع الذي يخترق بعض القروى الحدودية. هما اللذان غادرا بيتهما خلال الاحتلال الإسرائيلي، عادا في العام 2000 بعد التحرير ليقضيا ما تبقى لهما من حياتهما في ربوع بلدتهما وأرضها التي تمسّكا بها حتى آخر نفس.
لم يتصورا أن يدفعا ثمن الرّد سريعاً من قبل الجيش الإسرائيلي، الذي أطلق قذائف هاون باتّجاه مناطق مفتوحة في محيط بلدتَي كفرشوبا ومزارع شبعا، فاستشهدا جراء تعرّض منزلهما للقصف المباشر.
بالأمس، عندما كان القصف المتقطع يخيّم على جنوب لبنان، شيّعت بلدة شبعا الشهيدين خليل وزوجته زباد اللذين سقطا بقذيفة إسرائيلية استهدفت منزلهما. كانا في منزلهما لحظة القصف الإسرائيلي، وأغمضا أعينهما معاً بعد أن كانا شاهدين على جرائم الاحتلال الذي لا يفرّق بين مدنيّ وعسكريّ.
لم تكن قد مضت 24 ساعة على استشهاد الزميل المصوّر عصام عبدالله، وإصابة 5 صحافيين آخرين، نتيجة القصف الإسرائيلي على الفريق الصحافيّ في علما الشعب، حتى دفع خليل وزوجته دمهما بعد تعرّض منزلهما لقصف مباشر.
وعلمت "النهار" من مصدر متابع على الأرض أنه "بعد رد إسرائيل على هجوم "حزب الله" تعرّض منزل مدنيّ موجود على التلّة إلى ثلاث قذائف تسبّبت باستشهاد خليل وزوجته وبإحداث دمار كأننا في ساحة المعركة".
ويضيف المصدر: "لم نكن نتوقّع أن تكون آثار الدمار بهذا الشكل المخيف، كأننا ندخل ساحة حرب، 3 قذائف كانت كفيلة بإحداث دمار وقتل. عندما سقطت القذيفة الأولى، توجّه خليل وزوجته على ما يبدو إلى المطبخ للاحتماء، لكنّهما لم ينجوا بعد سقوط القذيفة الثانية التي أدت إلى استشهادهما، وكانت الإصابتان بليغتين. لم نكن نتوقّع عند توجّهنا إلى منزلهما أنهما قُتلا. كنّا نظن أننا سنكون أمام إصابات متوسّطة ونزيف، لكن ما إن دخلنا المنزل حتى أدركنا أننا أمام سيناريو مأساوي".