المصدر: نداء الوطن
The official website of the Kataeb Party leader
الخميس 30 كانون الثاني 2025 06:47:07
عاد الوضع في جنوب لبنان إلى دائرة الضوء من باب المدة الجديدة التي أُعطيت للهدنة حتى الثامن عشر من شباط المقبل، تاريخ انتهائها. هذه الهدنة تحذر أوساط دبلوماسية من أن اهتزازها قد يوصل إلى تصعيد كبير. بدوره مصدر سياسي مطلع تساءل عن سبب تقاعس حكومة تصريف الأعمال، واكتفائها بالاتصالات والبيانات بينما المطلوب أن تجتمع وتعطي الأوامر للجيش بأن يتولى مسؤولية المناطق التي انسحبت منها إسرائيل، بدلاً من مراقبة تحركات وراءها "حزب الله" لأهداف سياسية. ونبهت هذه المصادر إلى أن الرأي العام الدولي بدأ يتخذ موقفاً أقرب إلى إسرائيل، على ضوء ما يحصل.
بنك أهداف
ويمكن رسم المشهد الجنوبي على الشكل الآتي:
إسرائيل لديها بنك أهداف، وهي خلال الحرب واصلت ضرب ما تملك من "داتا" عنه، وحين تم اتفاق وقف النار، كانت مهمة وضع اليد على البنى التحتية العسكرية لـ"حزب الله" تقع على عاتق الجيش اللبناني، بعد تقارير من لجنة المراقبة التي على رأسها جنرال أميركي، انتهت مهلة وقف إطلاق النار لتعلن إسرائيل أنها لم تنجِز مهمتها، وأن ما كانت تطلبه من لجنة المراقبة، لينجزه الجيش اللبناني، لم يتحقق، لهذا السبب، حين شعرت أن هذا الأمر لم يتحقق، أخذت المبادرة، فكان التصعيد اعتباراً من أول من أمس الثلاثاء، ويبدو أن وتيرة التصعيد ستتصاعد، وفق كل المؤشرات، لأن إسرائيل تجاهر بالأهداف وتعلن أنها ستضربها.
الخطة الإسرائيلية
من الناحية الاستراتيجية، كيف تنظر إسرائيل إلى لبنان؟
في ورقة سياسية لـ" معهد بحوث الأمن القومي"، ورد فيها عن لبنان ما يأتي: "إذا استأنف "حزب الله" هجماته على إسرائيل، وخاصة إذا اندلع صراع واسع النطاق بين "حزب الله" وإسرائيل، فقد يدعم ترامب عملية عسكرية إسرائيلية واسعة النطاق، ومع ذلك، من المتوقع عموماً أن تواصل إدارة ترامب جهودها الرامية إلى استقرار الساحة اللبنانية، وخاصة بعد انتخاب مرشحها المفضل جوزاف عون رئيساً للبنان، ومن المرجح أن تعمل إدارة ترامب على منع تصعيد الوضع في لبنان كي لا يتحوَّل إلى صراع إقليمي".
ماذا حملت التطورات الميدانية في الساعات الثماني والأربعين الأخيرة؟ ما هو لافت أن الجيش اللبناني بادر إلى وضع اليد على شبكة أنفاق تابعة لـ"حزب الله" تقع بين بلدتي جويا وعيتيت أي المنطقة التي تعرف بوادي جيلو في قضاء صور، وهي تبعد كيلومترات عن الحدود مع إسرائيل وليست ملاصقة تماماً لها. وتقول معلومات موثوقة أن الأسلحة التي كانت موجودة في هذه الأنفاق هي صواريخ متوسطة وقريبة المدى، كما أن ما اكتُشف داخلها يؤكد أنها كانت منشأة لتصنيع وتخزين الصواريخ، وتختلف تماماً عن تلك الموجودة في "عماد 4" التي تضم الصواريخ البعيدة المدى، كما أن الجيش اكتشفها قبل أسبوع من دون أي تنسيق مع "الحزب".
إذاً، جنوب لبنان أمام معطيات جديدة على رغم كل المظاهر والعراضات التي لا تعكس حقيقة الوضع، الجنوب بعد وقف إطلاق النار ليس هو على الإطلاق كما قبل وقف إطلاق النار، عاجلاً ام آجلاً سيكون تحت سيطرة الشرعية اللبنانية وقوات الطوارئ الدولية، ولا وجود لـ"حزب الله" في منطقة الجيش وقوات الطوارئ الدولية. هذا الواقع قد يشكِّل إحراجاً لـ"حزب الله" خصوصاً أن هامش المناورة لديه بات يضيق أكثر فأكثر.
لكن هذه المعطيات لا تلغي أن الهدنة ما زالت هشة.
حكومياً "الترقيع لن يفيد"
في ملف تشكيل الحكومة، من الواضح أن الأمور لن تتضح قبل منتصف الأسبوع المقبل، بحسب بعض المصادر التي نبهت من أن المعالجة بالترقيع لن تؤدي إلا إلى المزيد من التعقيد. وعلمت "نداء الوطن" أن الرئيس المكلف نواف سلام قدم مسودة غير مكتملة هي كناية عن توزيع أولي من دون حسم أسماء خصوصاً في ما يتعلق بالحصة الشيعية، وتنص المسودة على إعطاء حقيبتي المال والصحة للشيعة، والأشغال العامة للدروز، والداخلية للسُنة، والدفاع والخارجية لوزراء يختارهم عون بالتفاهم مع سلام، والاتصالات والطاقة لـ"القوات اللبنانية" التي لم يحسم بعد عدد حقائبها، كذلك لا تزال عالقة حصة "التيار الوطني" و"الطاشناق". بينما ستقسم بقية الحقائب على الأحزاب الأخرى مثل "الكتائب اللبنانية" و"المرده" والمستقلين. والعمل جار على تأمين تمثيل "تكتل الاعتدال" والشمال بوزير، وثمة حقائب أساسية مثل العدل والتربية لم تحسم. هكذا، لم يخرج "الدخان الأبيض" بعد من قصر بعبدا.
أمنياً، انحسرت الاستفزازات الدرَّاجة التي قام بها "حزب الله" في الأيام الثلاثة الأخيرة، باستثناء محاولة قام بها "الحزب" بتسيير دراجات نارية رافعة أعلام "حزب الله" كانت تتوجه إلى منطقة غاليري سمعان، لكن الجيش منعهم من الوصول فعادوا أدراجهم، وهنا سألت مصادر: أليس الأجدى توقيف هؤلاء بدلاً من اقتصار الإجراء على ردِّهم إلى الضاحية؟