المصدر: الانباء الالكترونية
الكاتب: لارا أبي رافع
الأربعاء 25 تشرين الأول 2023 09:26:09
يعيش الشّرق الأوسط حال من الرعب لما قد يحصل في أيّ لحظة وما إذا كانت ستتوسّع الحرب في غزّة لتشمل دولاً أخرى، وخصوصاً لبنان، وفي ظلّ المواقف الدوليّة التي لا تبشّر بالخير. وبما أن لا شيء يسلم من الحروب، فإنّ الاقتصاد العالمي نال نصيبه. فأيّ تأثير سيكون على الوضع؟
الخبير الاقتصادي نديم السّبع يُجيب موضحاً أنّ "هناك قسماً لا يتأثّر مباشرةً بالحرب، فالاقتصاد الأميركي مثلاً لا يتأثّر بشكل مباشر ولكن قد يتأثّر بشكل غير مباشر جراء ارتفاع أسعار المواد الغذائية وأسعار الذهب والنفط مثلاً، وبالتالي زيادة التكاليف أكثر فأكثر وارتفاع نسب التضخم العالمي".
ويُضيف السّبع، في حديث لـ"الأنباء" الإلكترونيّة: "ارتفاع نسب التضخم هو التأثير المباشر للحرب على الاقتصاد العالمي ككلّ، خصوصاً أنّ الحرب في الشرق الأوسط، وهي منطقة مُستهلكة، وبالتالي يؤدّي ذلك إلى مزيد من الارتفاع في الأسعار. إضافةً إلى ما سبق، قد تتأثّر إمدادات الطاقة، فالشرق الأوسط يُعتبر مصدراً مهمًّا وأحد أهم المصادر العالمية للطاقة (إيران، السعودية، الإمارات، الكويت…). فكلّ هذه البلدان مصدّرة للطاقة وإذا حصل خلل في أيّ منها، التأثير يطال الإمدادات العالميّة من النفط والطاقة".
ويُتابع: "هروب المستثمرين من الأسهم وزيادة الطلب على الكاش لا يقلان أهميّة. وكذلك يتأثّر عمل الشركات الأميركية الكبيرة التي لها فروع في الشرق الأوسط كآبل ومايكروسوفت، إذ يخفّ الطلب على منتجاتها، وبالتالي يتراجع أداؤها وترتفع مخاطر الركود الاقتصادي في هذه البلدان". كما أنّ معدّلات النمو الاقتصادي تنخفض وترتفع التوتّرات الجيوسياسيّة ما يزيد من الهجرة والبطالة، وفق السبع.
هذا عالميًّا، أمّا بالنّسبة إلى لبنان، فماذا يعني دخوله في الحرب؟
يُجيب السّبع: "دخول لبنان في الحرب يعني دماراً كبيراً في الوحدات السكنيّة والمطار ومحطات توليد الطاقة والمزيد من التهجير والبطالة بالإضافة إلى أنّ المؤشرات الماليّة والاقتصاديّة تتعمّق في خسارتها". ويعني ذلك، وفق الأخير، أن الحديث في لبنان عن حرب يوازي النكبة بكلّ ما للكلمة من معنى... فـ"لبنان يتأثّر بأسعار النفط العالمية وارتفاع هذه الأسعار يعني أنّ الأسعار في لبنان ستُحلّق مع ارتفاع التكاليف".
ويقول السبع: "نحن أصلاً في أزمة اقتصاديّة وماليّة، والحرب تُعمّق هذا الوضع بشكلٍ كبير. وإذا كنّا نحتاج إلى سنة أو سنتين للخروج من الأزمة، فإنّنا سنضطر إلى ضرب هذا الرّقم بـ5 أو 6 مرّات بحال الدخول في حرب".
هل تكفي هذه المعلومات للسعي إلى تجنيب لبنان واللبنانيين "نكبة" كبيرة، تُطيح بكلّ ما تبقّى من أمن وسلامة على كلّ الأصعدة؟!