المصدر: وكالة أخبار اليوم
الأربعاء 22 كانون الثاني 2020 17:33:13
فقد علّق مصدر نيابي متابع على تأليف الحكومة، مستذكرا بيت شعر للشاعر الراحل خليل حاوي: "تولد الفكرة في السوق بغيا ثم تقضي العمر في لفق البكاره..."، قائلا: هذه الحكومة "معترة".
واضاف عبر وكالة"أخبار اليوم"، السِيَر الذاتية للوزراء الجدد تثبت ان لا غبار عليهم ابدا، بل على العكس هناك من نفتخر بهم. ولكن هذه الحكومة وُلدت في اليوم عينه، الذي عَقد فيه الوزير السابق سليمان فرنجية مؤتمرا صحافيا، اماط خلاله اللثام عن كل شيء وعن كل التفاصيل وشرح ما لا يشرح، وايضا ابصرت النور في اليوم الذي اعلن فيه "حزب الله" انه نفض يده من "حلفائه"...
وتابع: صحيح ان هذا المشهد يُلبسها صفة التنازع بين اطرافها، لكن "الحكومة افضل من اللاحكومة"، واذا كانت هذه هي الحكومة المتاحة فليكن. ولكن لا يمكن ان نغشّ انفسنا، ونقول ان هذه الحكومة تستطيع ان تُخرج لبنان من ازمته.
"خُفي حُنين"
واشار الى ان رئيسها حسان دياب تحدث بالامس عن مواصفاتها، وكأنه يروّج للعروس، ولكن هذه العروس "هُتِك سترها" قبل ساعات.
والمدة الطويلة التي اخذتها "كي تتزيّن" كشفت عورات كثيرة.
وردا على سؤال، قال المصدر: كنا نتوقع من رئيس الحكومة - خلال كلامه بالامس - ان يعطي ولو فكرة عن مشروعه الاقتصادي، وما تم التوصّل اليه خلال فترة التأليف، لكنه اكتفى بالقول: "اننا ذاهبون الى الخليج" وهذه عبارة ليست كافية، فهو قد يذهب الى الخليج، ولكن ماذا لو عاد بـ"خُفَيْ حُنين".
وتابع: كنا نتوقّع ان نسمع "اننا ذاهبون الى الخليج" لنرمم العلاقات، اننا ذاهبون الى الاصلاح الاقتصادي وهو بند من سياستنا العامة.
واشار الى انه ليس جائزا ان يعلق الفشل على شماعة السابقين، وان يطلق كلاما مبهما لم نتلمّس منه اي خطة او برنامج... و"لا يجعلنا مرتاحين".
كلام مبالغ به
وفي هذا السياق، انتقد المصدر تبنّي دياب مطالب الحراك، في حين ان الناس المنتفضين في الشوراع يرفضون كل الذين عملوا في السياسة على مدى السنوات الماضية، معتبرا ان كلام دياب مبالغ به وغير قابل للتطبيق .
واذ كرر المصدر: حسنا فعلوا بتشكيل الحكومة، لان لبنان لا يستطيع ان يحتمل الفراغ. ولكن احدا لن يعوّل عليها، كونها ممر اجباري، او قد تكون حطبا للحرق من اجل مواكبة مرحلة والانتقال الى مرحلة اخرى، واصفا الوزراء بالاشخاص الممتازين، ولكن الحكومة تبقى مرهونة للنظام الذي شكّلها.
نقطة الانطلاق
وفي هذا الاطار، اعتبر المصدر انه كان بامكان دياب ان يسير بمسار مختلف، يحسّن فيه من شروط التأليف، فتَسمِيته كرصاصة انطلقت من مسدس لا يمكن اعادتها، وبالتالي كان عليه ان يتصرّف كدولة الرئيس وفقا للصلاحيات المنصوص عنها في الدستور. فيضع الجميع في مأزق توصلا الى حكومة يمكنها ان تلبي المطالب المحقّة، لكن الجميع يشهد، اننا امام حكومة سياسية تضع قبعة تكنوقراطية!
ورغم هذا المسار الذي لا ينبئ بالتفاؤل، حدد المصدر ما يجب للحكومة ان تنطلق منه:
- ترميم العلاقات الخارجية، لرفع الحصار الاقتصادي والمالي عن البلد
- خطاب واضح بان لبنان ليس جزءا من محور.
الجوهر سياسي
واذ رأى ان الازمة متشعبة مالية واقتصادية وفساد وهدر... ولكن جوهرها يبقى سياسيا، اوضح ان هذه الازمة كانت مغطاة لان لبنان كان ممرا ماليا وسياسيا يسمح له بالحيوية، وعندما أُقفل هذا الممر ظهر الفساد، وعجزت المصارف، وانكشف سوء الاداء. واضاف: لذا يجب اولا اعادة دور لبنان كتسوية، بمعنى الا يكون جزءا من معادلة اخرى، وهذا ما يثبته تاريخه وجغرافيته.
وختم: لا بد من تسوية بين "حزب الله" وباقي القوى، تحدّد العداء تجاه اسرائيل والمقاومة ضدها، لكن لا يمكن للبلد ان يستمر وكأنه مرتبط عضويا بايران .