رسائل إيرانية مشفّرة من بيروت... ولبنان الرسمي يحسمها: "الأمر لي"

اشارت مصادر مواكبة لزيارة الموفد الايراني عبر جريدة الانباء الالكترونية الى أن رئيس مجلس الأعلى للأمن القومي الايراني علي لاريجاني استغل قرار مجلس الوزراء ليزور بيروت ويتوجه منها كالعادة برسائل مشفّرة الى الدول الغربية والولايات المتحدة بالدرجة الاولى، للقول ان حزب الله جزء من الحرس الثوري الايراني وان قرار تسليم سلاحها هو بيد ايران وليس بيد لبنان. وان بنود الورقة الاميركية التي أقرها مجلس الوزراء لجهة سحب السلاح يجب ان تمر عبر طهران. وان ايران تشترط استئناف المفاوضات مع واشنطن مقابل تسليم السلاح. اما الرسالة الثانية فهي مخصصة لبيئة المقاومة للتأكيد لها انها ليست متروكة وان ايران تقف الى جانبها. 
 
زيارة مختلفة
 
في السياق، اعتبر النائب اديب عبد المسيح، في معرض تعليقه على زيارة لاريجاني الى بيروت وما أُعلن من مواقف، ان الجواب الذي يليق به وصله من الرئيس جوزاف عون. عبّر به عن استيائه الشديد من تصريحات المسؤولين الإيرانيين لتدخلهم بشؤون لبنان الداخلية بعد قرار مجلس الوزراء بحصرية السلاح بيد الجيش وقرار الحرب والسلم بيد الدولة اللبنانية. 
 
عبد المسيح اعتبر في حديث لجريدة الانباء الالكترونية ان زيارة لاريجاني الى لبنان هذه المرة تختلف كثيراً عن المرات السابقة. حين كان يأتي ليقول الأمر لي وكأنه ولي أمر الدولة اللبنانية. اليوم يزور لاريجاني لبنان كأي دبلوماسي ليس عنده سوى فئة معينة ذهبت لاستقباله. ورأى ان على الإيرانيين من الآن وصاعداً ان يعوّدوا انفسهم على القيام بزيارات تحترم السيادة اللبنانية. وقال ان تجمّع بعض الشبان جنب المطار كان تغطية لعدم رغبة ثلاثة ارباع اللبنانيين باستقباله.
 
عبد المسيح اعتبر ان توقيت زيارة الموفد الايراني مردّه توجيه رسالة للمفاوض الاميركي ان سلاح حزب الله هو ما تبقى من الاذرع الايرانية الموجودة وهي تعتمده قوة للتفاوض. وهو جاء الى لبنان ليؤكد ان هذه الجزرة ما زالت موجودة. وهي تستخدم لمصلحة بلده في المفاوضات المرتقبة بين واشنطن وطهران. 
 
عبد المسيح اكد ان القرار اتخذ ولا رجعة عنه. ونحن في عهدة حكام أصحاء في المراكز الصحيحة ومؤيدين من غالبية الشعب اللبناني وهم يتميزون بالوعي الكافي لمنع حصول اي شرخ طائفي او مذهبي رغم ما يحصل من تجاوزات. فالشارع الآخر ممسوك ولا شيء يدعو للخوف او للقلق. وشدد على أن لبنان اليوم في زمن جديد ومزاج جديد قائم على استراتيجية الانفتاح على العالم، وحصرية جمع السلاح غير الشرعي أُقرت وهي ذاهبة للتنفيذ حكماً ولم يعد هناك بيئة حاضنة للسلاح حتى من حلفاء حزب الله، بعد أن بدّلوا في خطابهم السياسي، فالجميع يدرك أنه ان لم نكن مع إنقاذ لبنان فلبنان الى زوال.