رسالة إيرانية إيجابية أولى من نوعها على طريق إحياء المفاوضات وجهتُها واشنطن

أكد الرئيس الإيراني حسن روحاني، أن طهران لا تسعى لحيازة السلاح النووي، وأن أنشطة إيران النووية للأغراض السلمية فقط. وقال اليوم: "اعتراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية بسلمية البرنامج النووي يسحب الذريعة من أعداء إيران"، مضيفا أن "بلاده تقف بقوة في الاتفاق النووي، ولا تزال ملتزمة به وستحافظ عليه". واردف "صبر إيران وتحملها للحرب الاقتصادية ساهم في الحفاظ على الاتفاق النووي"، مؤكدا أن "الاتفاق النووي لا يزال قائما بفضل إيران، وليس بفضل الطرف الآخر". وتابع روحاني مخاطبا البرلمان الإيراني الذي انتقد حكومته لعلاقتها الجيدة مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية: "علاقة إيران مع الوكالة الدولية ومنظمة الأمم المتحدة في غاية الأهمية، وينبغي الحفاظ عليها"، مشيرا إلى أن "الحكومة ملتزمة بتنفيذ قانون البرلمان بشأن الأنشطة النووية الإيرانية". وأضاف "نسعى لتنفيذ القانون واثبات سلمية برنامجنا النووي والحفاظ على العلاقة مع الوكالة الدولية في الوقت ذاته"، موضحا أن "الحكومة نفذت القانون بحذافيره، وتصرفت بذكاء ووعي مع الوكالة الدولية في الاتفاق الأخير". كما حذر الرئيس الإيراني من أن "لا ينبغي أن نسعى لجعل الرأي العام العالمي ينقلب ضد إيران".

بحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية"، فإن هذه المواقف لافتة للانتباه من حيث الشكل والمضمون. فهي تتسم بمرونة جديدة غابت عن كل المواقف الايرانية السياسية منذ دخول الرئيس الاميركي جو بايدن البيت الابيض ومدّه يده الى الجمهورية الاسلامية، خلافا لسلفه ترامب الذي قطع كل العلاقات مع طهران وصعّد ضدها في الاقتصاد والعسكر ...

كما ان هذه الليونة تعقب مرحلة تصعيد ايراني عسكري ايضا، تمثل في تكثيف اذرع ايران العسكرية في المنطقة، من اليمن الى العراق فسوريا، عملياتها العسكرية ضد حلفاء الاميركيين من السعودية الى اسرائيل..

الكلام الايراني "التهدوي"، وحرصُ روحاني على تظهير صورة طهران "الممتثلة" للشروط الدولية "نوويا" والمتعاونة مع مراقبي نسب التخصيب، يشكّل اشارة اولى من نوعها الى استعداد ايران لملاقاة الادارة الاميركية الجديدة في منتصف الطريق. لكن ايران تعرف جيدا كيف تفاوض وتعتمد سياسة "ضربة على الحافر وضربة على المسمار". من هنا، يصرّ روحاني على ان رفع العقوبات يجب ان يسبق اي انتعاش للمفاوضات الاميركية – الايرانية، بينما تتمسك واشنطن بعدم تقديم هدايا مجانية لطهران وبعدم الذهاب "بلا أسنان" الى الطاولة، وتشدد على أولوية ان تلمس لمس اليد جدية ايرانية في التهدئة "نوويا" من حيث التخصيب وتطوير الاسلحة والصواريخ البالستية، واقليميا ايضا عبر ضبط "أذرعها العسكرية" ولجمها وربما "التضحية بها"، اي انها تطلب عودتها الى "حدودها سياسيا"، قبل ان تجلس معها الى الطاولة عينها.

الكباش بين "السقفين" مستمر اذا، وبينما يدعم الغرب وجهة نظر واشنطن، لا بد ان نرى في نهاية المطاف شروط ايران "تتعقلن"، ومواقف روحاني اليوم نموذج، لاحياء التفاهم النووي من جديد، تختم المصادر.