مفاوضات فيينا تتوقّف في المرحلة الحاسمة... بوريل: بسبب عوامل خارجية

أعلن الاتحاد الأوروبي الجمعة عن "توقف" المفاوضات حول الاتفاق النووي الايراني في العاصمة النمساوية فيينا بسبب "عوامل خارجية"، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن النص النهائي المتعلّق بإحياء الاتفاق النووي "جاهز".

وقال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد جوزيب بوريل في تغريدة، إن النص النهائي المتعلق بإحياء الاتفاق النووي لعام 2015 بين إيران والقوى العالمية "جاهز بشكل أساسي وعلى الطاولة"، لكن هناك حاجة إلى وقفة في المحادثات بسبب "عوامل خارجية".

وكتب بوريل: "بصفتي منسقاً سأستمر مع فريقي في التواصل مع جميع المشاركين في خطة العمل المشتركة الشاملة والولايات المتحدة، للتغلب على الوضع الحالي والانتهاء من الاتفاق".

ويتولى الاتحاد الأوروبي تنسيق مفاوضات إحياء الاتفاق النووي الإيراني، وأعلن عن الحاجة إلى توقف المفاوضات الجارية في فيينا بعدما كانت بلغت مراحل حاسمة، وفقاً لوكالة"فرانس برس".

وسارعت إيران الى تأكيد رغبتها في إنجاز التفاهم بشأن الاتفاق النووي، مشيرةً إلى أن ذلك لن يتأثر بأي "عامل خارجي".

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده في تغريدة: "لن يؤثر أي عامل خارجي على رغبتنا المشتركة في المضي قدماً من أجل اتفاق جماعي"، مضيفاً أن توقف المباحثات "قد يشكل دافعاً لحل أي مسألة متبقية وتحقيق العودة النهائية" الى اتفاق 2015. وأكد خطيب زاده أن "الانجاز الناجح للمباحثات سيبقى محور التركيز الأساسي للجميع".

وجاءت تصريحات بوريل عقب إعلان إيران أن الولايات المتحدة طرحت "مطالب جديدة" خلال المفاوضات حول الاتفاق النووي، وبعد أيام من مطالبة روسيا بنيل ضمانات أميركية مرتبطة بالعقوبات الغربية التي فرضت عليها جراء هجومها على أوكرانيا.

ومساء الخميس، جرى اتصال بين وزير الخارجية الإيرانية أمير عبد اللهيان والمسؤول الاوروبي جوزيب بوريل. ونقلت الخارجية الإيرانية عن عبداللهيان قوله "لا يوجد أي تبرير منطقي لبعض الطلبات الجديدة التي قدمتها الولايات المتحدة"، من دون تحديد تفاصيل هذه المطالب.

وأضاف عبد اللهيان أن مطالب واشنطن "تناقض الموقف الأميركي الداعي لإبرام اتفاق نووي سريع"، متابعاً أن واشنطن "لا يمكنها أن تبعث إلينا يومياً رسالة جديدة ومختلفة عبر المنسق".

من جهته، حضّ بوريل "الولايات المتحدة وإيران على إبداء مرونة أكبر في تبادل الرسائل لإنجاز التفاوض سريعاً"، وفق بيان الخارجية الايرانية.

وأتى الاتصال بعد ساعات من اتهام أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني واشنطن ب"تعقيد" التفاوض وتقديم اقتراحات غير مقبولة.

وتتحدث الولايات المتحدة عن "عرقلة" روسية برزت في الآونة الأخيرة بعدما بلغت المفاوضات حول الاتفاق النووي مرحلة "نهائية". وربطت روسيا الاتفاق النووي الإيراني بملف العقوبات حول أوكرانيا، وقالت السبت إنها تريد ضمانات مكتوبة من الولايات المتحدة بأنّ العقوبات عليها لن تضر بتعاونها مع إيران في مجالات مختلفة، الأمر الذي رفضته واشنطن.

وكان الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس قد أكد الخميس، أن مفاوضات فيينا دخلت في القضايا الأخيرة "العالقة والأكثر صعوبة"، وأضاف أنّ الإدارة الاميركية "تحث كافة الأطراف المشاركة فيها على بذل جهود جدية" لإنجاز المطلوب.

وعن مطالب موسكو الأخيرة في المفاوضات النووية، قال برايس إن الإدارة الاميركية ليست لديها "أي نية" لمقايضة العقوبات بتسهيلات تقدمها روسيا في المفاوضات.