رسالة الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم إلى المرأة اللبنانية في يومها العالمي

في يوم المرأة العالمي، تحيّةً للمرأة اللبنانية، سليلةِ عشتار وإليسار، الجميلةِ خَلْقاً وخُلُقاً، الطموحةِ، المُثقّفةِ، أُمّاً، وأُختاً، وابنتةً.

 

تحيّةً للمرأة اللبنانية التي تحمل اليوم وزر الأزمة، فيقضُّ مضجعها العوز، ويضنيها القلق على أولادها وعائلتها حيث سرقتها دولتها أبسط الحقوق في التربية والصحة والمسكن، وحيث امتدت يدُ الفساد إلى سلب جنى عمرها، وجنى عائلتها، بما فيه فلس الأرملة.

 

تحيّةً لها اليوم، حيث لم تُقعِدها الأزمة، تكافح في المدرسة، والجامعة، في العائلة وسوق العمل، كي تفوز بالعيش الكريم بكرامة.

 

تحيّةً لها تناضل لتكافؤ الفرص بينها وبين الرجل، وفي كل المجالات، لتستقيم حقوقها المدنية مع حقوقها السياسية، فلا قوانين للأحوال الشخصية تسلبها حقوقها، ولا تشريعات تنتقص من أمومتها، ولا إكراه مُشرّع في تزويج القاصرات، ولا تخفيف عقوبات لما يُسمى جرائم الشرف، بل نعم للمساواة في الحقوق والواجبات.

 

نعم للمساواة بالراتب لنفس الكفاءة مع الرجل، نعم لقوانين صارمة تمنع التنمر، والتحرش، والاعتداء عليها في سوق العمل.

 

إنها المرأة – المدرسة، ربَّت أجيالنا الماضية، وستربّي أجيال لبنان القادمة، كما شأنها دوماً عبر التاريخ، على الحريّة، حُريّةِ الفرد والوطن.

 

إنها الأمل المنشود اليوم، ونحن نراها في مُقدِّمة صفوف المناضلين من أجل لبنان جديد، يخرج كطائر الفينيق، من رماد مرفأ بيروت، من أجل لبنان العدالة والمساواة، فلا يستقوي القانون عليها وعلى الضعيف، ويضعف أمام أصحاب النفوذ.

 

رأيناها في ١٧ تشرين في مقدمة الثوار على الدولة الفاسدة، فقلنا "إنَّ الثورةَ أنثى"، ونقول اليوم: إذا كانت المرأة شريكة الله في الخلق، فهي المؤتمنة الأولى على الأجيال، وستكون، لا محالة، أمَّ المواطنة الجديدة.

 

إنَّ الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم تعاهد المرأة اللبنانية، في لبنان والاغتراب، أن تكون نصيرتها الأولى لإعطائها حقوقها المسلوبة حتى تنال ما تستحق، وهي ستستمر، في لبنان، وفي المحافل الدولية، وعلى رأسها الأمم المتحدة، في الدفاع عن هذه الحقوق، وفي تصويب عمل المُشرّع اللبناني الذي يرزح تحت تقاليد "مجتمع ذكوري" بائد.

 

أخيراً، تحية للمرأة اللبنانية المناضلة في صفوف الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم، بدءاً من مجلس الشبيبة العالمي، وانتهاءً في الفروع والمجالس الوطنية والقارية، فهي الروح المُحفزة للجامعة في مواقفها تجاه المرأة عامةً في الإنسانية، وفي لبنان المقيم والمغترب، وهي مدعاة فخرنا الدائم.