كتبت "أسرار شبارو" في صحيفة "النهار":

"سامحوني، أنا بحبكن كتير، انتو أحلى أهل بالدني، ما في شي بيقدر يعوض يلي عملتوا معي من اهتمام ومحبة، بس أنا انتحرت لأن حابب روح لعند الله بكير. ما تزعلو أنا هيك مبسوط كتير وأسعد إنسان، إنتو بدي ياكن تعيشوا أحلى حياة وتكونوا مبسوطين. الحياة حلوة بس أنا ما حبيت هالحياة، وحاسس حالي غريب عن هالدني وما بعرف بعد الموت وين رح صير، بس أنا رح ضل معكن ورح نرجع نلتقى بمكان كلو سعادة، أجمل من هالدني. وخليكم مبسوطين بحبكن كتير... من أنا وصغير حاسس حالي غريب عن البشر وعن هالدني كلا. وانا مش مبسوط وما بحب الحياة... صرلي فترة كبيرة عم اتعذب ومخبّي بقلبي"... هذه الكلمات التي تدمي القلب، جزء من رسالة تركها كارلوس كيروز لعائلته قبل أن ينفّذ قراره بالرحيل الأبديّ عن الأرض.

طلقة النهاية
بعد ظهر أمس، حمل كارلوس (25 سنة) مسدّساً وتوجّه إلى أسفل المبنى الذي تقطنه عائلته في النبعة، وجّهه إلى رأسه منهياً حياته بطبقة نارية. والدته التي قصدت الموقف مصادفة، عثرت على ولدها مضرجاً بدمه خلف خزانات المياه. جلست قربه تبكي من ربّته بدموع العين، وعملت كل ما في وسعها لتأمين حياة سعيدة وكريمة له، الا أنها واجهت أصعب موقف قد يتصوّره انسان، ففلذة كبدها جسداً بلا روح. وبحسب ما قالته قريبة كيروز لـ"النهار": "خبر إنهائه حياته صدمنا جميعاً، فعلى الرغم من أنّه عانى الاكتئاب وكان انطوائياً، الا أنّه في الفترة الأخيرة تحسّنت حالته بعد متابعة معالج نفسي له، وقبل أسبوعين حصل على شهادته الجامعية في المحاسبة، وإذ به يقدم على هذه الخطوة التي لم يتوقعها أحد"، مضيفة: "قبل يومين قصد جامعته في الدكوانة ودفع باقي القسط وأخذ شهادته وكان طبيعياً جداً بحسب ما نقله زملاؤه، لا بل أطلعهم أنّه يريد تعديل الشهادة، ما أقصد قوله أن فكرة الموت كانت كما ظهر عليه، بعيدة عنه كما اعتقدنا".

أسباب اقتصادية واجتماعية خلف الكارثة

كما أكد قريب كارلوس أنّ الازمة الاقتصادية التي يمرّ بها الشعب اللبناني وكارلوس واحد منهم، أثرت كثيراً في نفسيته، وكانت أحد الأسباب التي دفعت به الى اتّخاذ هذه الخطوة، وقال: "هو كما باقي الشباب، كان يطمح بمستقبل زاهر، الا أنّه، يا للأسف، حتى وظيفة تساعده في تأمين أبسط متطلبات يومه لم يتمكّن من الحصول عليها، مع العلم أنذ عائلته وبحسب ما ذكره هو قبل رحيله، كانت تحيطه بحبها وحنانها، وتفعل كل ما في وسعها كي لا تنقّص عليه شيئاً".
من جانبه، أكّد مصدر في قوى الأمن الداخلي لـ"النهار"، أنّ التحقيق مستمر في قضية انتحار كارلوس، وبحسب ما ظهر حتى اللحظة، فإن أسباباً اجتماعية واقتصادية تقف خلف الفاجعة.
اليوم ووري كارلوس ابن نبحا البقاعية، في بلدة بشوات حيث مدافن العائلة، تاركاً خلفه ذكريات لن يمحوها الزمن من قلب والديه وشقيقه وشقيقته وكلّ مَن عرفه.