المصدر: وكالة الأنباء المركزية
الثلاثاء 3 تشرين الثاني 2020 14:41:27
هل يعود الرئيس الاميركي دونالد ترامب الى البيت الابيض لولاية ثانية، ام ينتهي مشواره اليوم ويترك الساحة لغريمه الديموقراطي جو بايدن؟ إنه السؤال الابرز الذي يشغل بال العالم بأسره. الانظار كلّها متجهة الى واشنطن لرصد نتائج السباق الرئاسي الاميركي: العواصم الكبرى غربا وشرقا وشمالا وجنوبا، تتابع وقائع الثلثاء الكبير، وهذا امر طبيعي، لكن ما ليس طبيعيا هو ان يقرر بلد ربط استحقاقاته ومساره، بما يجري في بلاد العم سام، كما هو حاصل في بيروت.
هي مفارقة مضحكة مبكية، وفق ما تقول مصادر سياسية مراقبة لـ"المركزية". ففي دولة منهارة على الصعد كافة، يماطل المسؤولون ويحرقون الوقت، ويرمون العراقيل ويرفعون الشروط، مانعين تشكيل حكومة جديدة... في انتظار نتائج الانتخابات الاميركية... لكن ما يجب ان يدركه طرفا الاشتباك السياسي – الحكومي، هو ان ايا كانت هوية ساكن المكتب البيضاوي للسنوات المقبلة، فإن سياساته تجاه بيروت لن تتغير.
لنلق نظرة على الملفات التي تهم واشنطن لبنانيا: حزب الله، الحدود، الاصلاحات، الجيش اللبناني. في الواقع، تملك الادارتان الديمقرطية والجمهورية في الولايات المتحدة، النظرة نفسها تقريبا، لهذه القضايا. فالاثنتان تحرصان على دعم المؤسسة العسكرية وتظهران هذا الحرص منذ سنوات حيث تعد واشنطن الشريك والداعم الاول للجيش اللبناني سلاحا وعتادا وتدريبا وتجهيزا... الامر نفسه ينسحب على الاصلاحات. فهل من عاقل يصدّق ان الديمقراطيين سيغضون النظر عن ضرورة واولوية الاصلاح ومحاربة الفساد وضبط الحدود ووقف التهريب(...) وسيسارعون الى مد اي حكومة لبنانية تبصر النور بالاموال والمساعدات؟!
على صعيد الحدود، ولا سيما الجنوبية منها، مفاوضات الترسيم انطلقت ووضع قطارها على السكة مع ادارة ترامب، وبلا شك، فإن هذه العملية ستستمر وتتواصل بدفع اميركي كبير، حتى لو دخل بايدن البيت الابيض. فالترسيم بين لبنان واسرائيل يعتبر اولوية قصوى لدى الاميركيين ان لم يكن حبا بلبنان، فحرصا على ثروات الكيان العبري وحقوقه وعلى أمنه، الذي يعلو ولا يعلى عليه اميركيا.
اما في التعاطي مع حزب الله، فالعقوبات باقية ايضا، حتى ولو لم يبق ترامب، تتابع المصادر، فهي اصلا بدأت في عهد سلفه باراك اوباما. غير ان بعض الليونة الطفيفة قد تطبع موقف اي ادارة ديمقراطية جديدة، ازاء الحزب، انطلاقا من ميل الاخيرة نحو خيار انعاش الاتفاق النووي مع ايران. غير ان هذه المرونة ستكون محدودة، ولن تشمل ضرورة النأي بالنفس، ولن تعني، بطبيعة الحال، مباركة اميركية لقتال الحزب في الميادين العربية ولتعزيزه ترسانته العسكرية في بيروت على مرمى من الحدود الاسرائيلية، ولا تغطيته الفساد في لبنان ووضع يده على المرافق الحيوية فيه وتسهيله التهريب عبرها وعبر المعابر الشرعية ايضا، ولن يعني ايضا غض الطرف عمن يساعدون الحزب ماليا وسياسيا (...)
انطلاقا من هنا، ترى المصادر ان رهان الفريق "الممانع" في بيروت على انقلاب للموازين السياسية في لبنان اذا فاز بايدن، فيه مبالغة. فصحيح انه قد يعطي اهل هذا المحور "روحا"، ويساعدهم على فرض شروطهم حكوميا، غير ان هذا "الانتصار" سرعان ما سيدفع ثمنه لبنان بأسره بعد ان تذهب "سكرة" فوز بايدن، لتأتي "فكرة" الاصلاحات الملحة والعقوبات الباقية و"النأي" الضروري!