دعت روابط التعليم الرسمي الأساتذة والمعلمين إلى عدم الالتحاق في أي مدرسة أو ثانوية أو معهد أو مهنية في 14 أيلول الجاري، ومقاطعة الأعمال الإدارية والتحضيرية والتسجيل وحتى مقاطعة تسجيل السوريين. كما دعت، في بيان صدر اليوم السبت في 9 أيلول، وزير التربية عباس الحلبي إلى الإعلان عن تعليق التسجيل وتأجيل إطلاق العام الدراسي وعدم الدعوة إلى فتح المدارس؛ لا رسمية ولا خاصة.
غضب الأساتذة
قرار الروابط أتى بعد تأخر صرف مساعدات الدولة (الرواتب الأربعة) حتى نهاية الشهر الحالي. علماً أن وزارة التربية كانت قد أصدرت مذكرة إدارية ببدء الأعمال التحضيرية للعام الدراسي في 14 أيلول، وذلك من دون العودة إلى كل ممثلي الأحزاب في روابط المعلمين. لكن وفق مصادر "المدن" نسقت الوزارة مع بعض الأعضاء قبل إصدار القرار، ما أثار حفيظة أعضاء الروابط والأساتذة. وحيال اشتعال غضب الأساتذة، وبعد تأخر وزارة المالية في دفع مساعدات الدولة اضطرت الروابط إلى إطلاق هذا الموقف، نظراً لعلم المكاتب التربوية للأحزاب المسيطرة على القرار في وزارة التربية باستحالة عودة الأساتذة إلى التعليم قبل تحديد وزير التربية عباس الحلبي حجم المساعدات التي ستعطى لهم السنة المقبلة.
أما بما يتعلق بمساعدات الدولة وبعد تأخر لشهرين، صدر بيان عن وزارة المالية يتذرع بأن القوانين لم تبح للوزارة صرف المساعدات عن شهري تموز وآب، بسبب عدم حضور الأساتذة إلى دوام عملهم، فيما المساعدات مرصودة كبدل إنتاجية.
تحميل وزارة المالية المسؤولية
وقالت الروابط في بيانها أنها "تلقت البيان التوضيحي الصادر عن وزارة المالية باستغراب وتعجب. وهو يؤكد ما ذهبت إليه الروابط من أن هناك موظفًا أو موظفين لا يريدون صرف التعويض المؤقت لأفراد الهيئة التعليمية. فالمرسوم صدر في 31 آب وجداول التعويض منجزة ومرسلة من وزارة التربية إلى وزارة المالية منذ ما قبل صدور المرسوم في الجريدة الرسمية بأربعة أيام. ولو كانت النوايا سليمة وحسنة كان بالإمكان الإيعاز الى الموظفة أو الموظف المكلف لإنجاز عمله في الأسبوع ذاته هذا اذا كان هناك من يدرك حجم المعاناة التي يعاني منها أفراد الهيئة التعليمية".
وتابع البيان: "لقد أصبح من حقنا أن نسأل وزارة المالية لماذا التعطيل في السيستم والتأخير في صرف المساعدات وتنفيذ القوانين الاستنسابية التي لا تطال إلا الأساتذة والمعلمين؟ لماذا الاقتصاص من المعلمين والأساتذة؟ هل تشاركون منظومة القضاء على التعليم الرسمي؟ هل تعلم وزارة المالية والدولة اللبنانية أن الأستاذ هو الموظف الوحيد الذي يحضر إلى عمله أربعة أيام في الأسبوع؟ كيف له أن يحضر وقد حبستم مستحقاته؟ هل يفكر المسؤولون كيف لمعلم تقاضى ثلاثة رواتب تبلغ قيمتها 65 دولاراً، أو أستاذ يبلغ قيمة ما يتقاضاه مئة دولار، كيف لهؤلاء أن ينصتوا بعد الآن ؟ من سيجرؤ على دعوتهم إلى الالتحاق بمدارسهم أو بثانوياتهم أو بمهنياتهم؟"
تأجيل العام الدراسي
وأضاف البيان: "إنّنا كروابط للتعليم الرسمي وأمام الاذلال المتعمد وعدم القدرة على الوصول الى المدرسة ندعو الزملاء الأساتذة والمعلمين الى عدم الالتحاق يوم 14 أيلول في أي مدرسة أو ثانوية أو معهد أو مهنية، ومقاطعة الأعمال الإدارية والتحضيرية والتسجيل وحتى مقاطعة تسجيل السوريين. كما ندعو وزير التربية إلى الإعلان عن تعليق التسجيل وتأجيل إطلاق العام الدراسي وعدم الدعوة إلى فتح المدارس؛ لا رسمية ولا خاصة إلى حين انتظام الأمور وانتظام قبض الرواتب والمتأخرات من المساعدات المؤقتة (8 رواتب) وصولًا الى تحقيق مداخيل المعلمين والأساتذة بما يلبّي حاجاتهم المعيشية، إضافة إلى استكمال لائحة المطالب التي تسلمها معاليه من الروابط".