المصدر: Kataeb.org
الخميس 7 آذار 2024 18:32:16
وجه الرئيس العالمي للجامعة اللبنانية الثقافية في العالم روجيه هاني رسالة الى اللبنانيين المنتشرين في العالم عشية" يوم المغترب اللبناني" والذي يصادف في ١٠ آذار من كل عام، جاء فيها:"يمر يوم المغترب هذا العام وفي القلب غصة، وفي العين دمعة، فالوطن الصغير مُجدّداً في عين العاصفة: فالفراغ في سدة الرئاسة ينسحب على فوضى دستورية متعاظمة، والأزمة المالية والاقتصادية أودت بثمانين في المئة من شعبنا إلى ما دون خط الفقر، والقوى الإقليمية تعبث بأمنه وسيادته، فها هو العدو متربّصٌ يعمل قتلاً وتدميراً، وها هو السلاح الخارج عن السيادة يجرنا إلى أجنداتٍ إقليميّة خارجةٍ عن مصالحنا كشعبٍ وكدولة، وبدل معالجة الفساد ومحاربة الفاسدين، وإحقاق العدل في ظل قضاءٍ نزيه، والعدالة في ظلِّ دولة القانون، نرانا نرزح تحت الأزمات التي استباحت الوطن، في ظلِّ النزاعات والخوف من الحرب المفتوحة، وكاهل الوطن مُثقل بها وبالنازحين واللاجئين، وشاباتنا وشبابنا مجدّداً، وللأسف، يقفون على أعتاب السفارات في موجة هجرةٍ جديدة.
أوليسَ حزيناً منظر تمثال المغترب يرقب مرفأ العاصمة المُدمّر؟
لعمري هذا التمثال أضحى شاهداً على الانهيار الشامل، ولكن بنفس الوقت أصبحَ رمزاً لوعدٍ يقطعه المغتربون على أنفسهم، بالرغم من سرقة ودائعهم أسوةً بأقرانهم المقيمين، أنهم باقون خطَّ الدفاع العالمي عن لبنان، وأمل عودة الاستثمار فيه، والضمير الوطنيُّ الحيُّ الذي تمثله منظمتكم، عنيت الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم، حضوراً فاعلاً في دول الإقامة، وفي منظمة الأمم المتحدة، وتاريخاً عريقاً لم يعرف الرضوخ لا للترغيب ولا للترهيب.
أود أن أعبر لكم، عزيزاتي وأعزائي، عن فخري وامتناني لكل جهد تقومون به من أجل تعزيز روابطكم بلبنان، ولمساهماتكم المستمرة في تطوير وطننا الأم. أنتم جزء لا يتجزأ من هويتنا الوطنية، وتاريخكم وإنجازاتكم تبرز مكانتكم المرموقة في مجتمعاتكم.
أدعوكم، كرئيس للجامعة اللبنانية الثقافية في العالم، إلى الاستمرار في دعم أهلكم وبلدكم الأم والمساهمة في تحقيق التغيير الإيجابي فيه.
على الدولة اللبنانية أن تضمن حقوقكم وتوفر البيئة الملائمة لعودتكم واستثماراتكم في لبنان، فنعزّز سفاراتنا وقنصلياتنا في الخارج بأصحاب الرؤى والاختصاص، لا بالمحاسيب، وبعدم السعي العقيم في التفتيش عن عصر النفقات عبر إغلاق سفارات وقنصليات عامة.
إنَّ مكافحة الفساد أساس الاستقرار الاقتصادي وتوفير فرص العمل للشباب الطموح، والعدل أساس الحكم، وعودة الثقة للمغتربين أساس عودة الحياة للدورة الاقتصادية.
أيها المغتربات والمغتربون
كما تجمعكم الإلفة في جالياتكم، أشيعوا الحوار البنّاء بين أبناء الوطن، وكما تجمعكم المحبة أشيعوا الوئام بين أهله، وكما كنتم الفكر النيّر لاستقلال لبنان في القرن الماضي، ستبقون الشعلة لسيادة واستقلال لبنان الجديد، العزيز بأبنائه المقيمين والمغتربين، المحترم لحقوق الإنسان، المنيع بالقرارات الدولية التي تحمي سيادته".