بعد إعلانها أمس أن منفذي الهجوم على قاعة "كروكوس سيتي هول" قرب موسكو كانت لهم "صلات بالقوميين الأوكرانيين" وتلقوا "مبالغ كبيرة" من أوكرانيا، كشفت لجنة التحقيق الروسية تفاصيل جديدة.

فقد أفاد المكتب الصحفي للجنة في بيان لوكالة "تاس" اليوم الجمعة أن جميع تصرفات المنفذين كانت تحت إشراف رجل عبر تطبيق تلغرام.

وعد بـ"مكافأة"

وأضاف أنه "بناء على تعليمات المنسق، توجه الإرهابيون، بعد ارتكاب الجريمة، نحو الحدود الروسية الأوكرانية بالسيارة، معتزمين عبورها والوصول بعد ذلك إلى كييف للحصول على المكافأة التي وُعِدوا بها".

كذلك أردف أن "المتهمين قالوا في شهاداتهم الأولية إن تصرفاتهم، سواء في مرحلة الإعداد أو بعد الهجوم المسلح على كروكوس سيتي هول، كان يديرها رجل من خلال رسائل صوتية عبر تلغرام، قدم نفسه لهم باسم مستعار".

وأكدت اللجنة أنها تقوم بالتحقق من تورط الاستخبارات الأوكرانية في تنظيم الهجوم، موضحة أن "التحقيق يواصل تنفيذ مجموعة من الإجراءات الاستقصائية والإجراءات التشغيلية للتحقق من تورط ممثلي الاستخبارات الأوكرانية في تنظيم وتمويل الهجوم الإرهابي".

أموال وعملات مشفرة

يشار إلى أن لجنة التحقيق الروسية كانت ذكرت أمس عبر تلغرام أن "العمل مع الإرهابيين المحتجزين وفحص الأجهزة التقنية التي صودرت لديهم وتحليل المعلومات المتعلقة بالمعاملات المالية مكّن من الحصول على أدلة على صلاتهم بالقوميين الأوكرانيين"، وفق فرانس برس.

كما أضافت أن المهاجمين الأربعة تلقوا "مبالغ كبيرة من المال والعملات المشفرة من أوكرانيا، استخدمت في التحضير لهذه الجريمة".

كذلك أعلن المحققون اعتقال مشتبه به جديد متهم بالمشاركة في "تمويل" الهجوم.

واشنطن: "داعش" هو "المسؤول الوحيد"

في المقابل وصف البيت الأبيض أمس اتهام روسيا لأوكرانيا بالضلوع في الهجوم بأنه "هراء"، لافتاً إلى أنه من الواضح أن تنظيم "داعش" هو "المسؤول الوحيد".

وصرح المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، جون كيربي، خلال إفادة مع الصحافيين، أن واشنطن نقلت تحذيراً مكتوباً لأجهزة الأمن الروسية من هجوم لمتطرفين، وهو واحد من بين تحذيرات كثيرة مقدمة إلى موسكو سلفاً.

اعتقال 11

يذكر أن مسلحين هاجموا الجمعة الفائت قاعة الحفلات الموسيقية في ضواحي العاصمة الروسية، وفتحوا النار على المتفرجين وأشعلوا حريقاً هائلاً. وأدى هذا الهجوم، الذي تبناه "داعش"، إلى مقتل ما لا يقل عن 143 شخصاً وإصابة 360 آخرين، بينهم أطفال.

في حين أعلنت السلطات عن اعتقال 11 شخصاً، من بينهم المهاجمون الأربعة المشتبه بهم. ووجهت اتهامات إلى 8 منهم وتم حبسهم احتياطياً.

"نافذة" للفرار

بدوره كشف الرئيس فلاديمير بوتين أنه تم القبض على المهاجمين الأربعة المشتبه بهم في منطقة بريانسك الروسية أثناء محاولتهم الفرار إلى أوكرانيا، حيث تم إعداد "نافذة" تسمح لهم بعبور الحدود على الجانب الأوكراني.

كما اتهم مدير جهاز الأمن الفدرالي الروسي ألكسندر بورتنيكوف، أجهزة الاستخبارات الأوكرانية والغربية بـ"تسهيل" الهجوم.

من جانبها شككت المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، بوقوف "داعش" وراء الاعتداء، متسائلة عن سبب مسارعة الولايات المتحدة إلى إبعاد التهم عن أوكرانيا.

غير أن كييف تنفي بشكل قاطع أي صلة لها بأكبر الهجمات دموية في روسيا منذ 20 عاماً.