المصدر: صوت لبنان 100.5
السبت 14 أيلول 2024 14:50:47
استذكر الباحث في الشؤون الجيو-سياسية زياد الصائغ عبر صوت لبنان ضمن برنامج “بالأول” الرئيس الشهيد بشير الجميّل من خلال واقعة يعلمها قليلون عن أول زيارة قام بها بعد انتخابه لأرملة الرئيس الراحل فؤاد شهاب، حيث قال لها: “نحن هنا لنكمل ما بدأه الرئيس فؤاد شهاب” ايمانًا منه بالدستور والمؤسسات والسياسات العامة.
وأوضح الصائغ ان الرئيس بشير الجميّل حمل إلى جانب الرؤية والمشروع تصميم سياسيات عامة متكاملة للبنان، يفتقده لبنان منذ اغتياله حتى اليوم، بافتقاده لمبادرة التلاقي العملانية بين الرؤية والخطاب والمشروع لبناء دولة لبنان السيدة، العادلة، القادرة، المستقلة، المتحررة ودولة العيش المشترك.
وأشار ان “بشير الجميّل” لم يقدّم نفسه يومًا كخيار فئوي انما كخيار لبناني، وخيار السياسيات العامة المستدامة بعيدًا عن القضم التدريجي للسلطة وتوسيع مواقع النفوذ وتحصيل المكاسب الفئوية، تأكيدًا على دور لبنان الحضاري في المنطقة وعلى النموذج اللبناني القادر على تقديم ميزات تفاضلية في المنطقة، الذي ينطلق من الجينات التأسيسية من حرية وديمقراطية وليبرالية وعدالة صنوها الأساسي الإنسان الذي حمله بشير، المواطن اللبناني الصالح الذي حمل ثورة على ما سبقه من ممارسات وسلوكيات لا علاقة لها لا بالدستور ولا بالأخلاق ولا بالانتماء لبناء لبنان النموذج الحضاري في المنطقة.
ورأى ان لبنان امام تحول رديكالي وأزمة تشكّل فرصة لإعادة استنهاض النموذج اللبناني الحضاري والمواطن اللبناني الصالح، رغم المخاض الكبير الشبيه بالمخاض الذي عاشه الرئيس الشهيد بين العامين 1976 و 1982 حتى لحظة اغتياله، واستطاع خلاله ان يأخذ زمام المبادرة ويحوّل الأزمات الى فرص كجزء من التربية على القيادة، وحذّر من ان تشكّل هذه الأزمة لحظة انكفاء عن الانخراط في الشأن العام وإعادة تشكيل كتلة الضغط الحرجة وبناء السياسات العامة.
وأضاف:” نفتقد اليوم الى رجال الدولة والى المبادرة الشجاعة وان الحل بعدم الذهاب الى انكفاء ولا الى مربعات صغرى”.
وأوضح ان مشروع دولة لبنان الكبير كان مشروع الرئيس الشهيد بشير الجميّل، مشروع دولة المواطنة والمساواة بين كل المكونات اللبنانية ودولة حكم القانون.
ودعا الصائغ في يوم استذكار الرئيس الشهيد بشير الجميّل القوى السيادية الإصلاحية والتغييرية في لبنان والقوى المجتمعية الحية في لبنان والاغتراب الى صحوة ضمير والى توبة هادئة للعودة الى الانتماء اللبناني الذي يستأهل ان يعود نموذجًا حضاريًا لا مكان فيه لليأس انما لأخذ المبادرة والعودة الى الدستور.