المصدر: وكالة الأنباء المركزية
الجمعة 4 تشرين الثاني 2022 14:57:06
هي زيارة ثالثة يعد الإمارات العربيّة المتّحدة والعراق للبابا فرنسيس إلى دولة تحمل رؤية متقدّمة في بنيان مسارات الحوار الدّينيّ دعماً للسّلام الإقليمي والدّولي. البابا فرنسيس في البحرين يحمل همّ استدامة فِعل تشييد الجسور، وتعزيز التّعاون في ما بين التّعدّديّات مع احترام الهويّات الوطنيّة.
في مقاربة أهميّة زيارة البابا فرنسيس إلى البحرين يقول المدير التّنفيذي لـ"ملتقى التأثير المدني" زياد الصّائغ لـ"المركزية": "الأبعاد الجيو-سياسيّة دقيقة جدّاً استراتيجيّاً إذ إنّ البابا فرنسيس يسير بخطى ثابتة في توطيد مضامين وثيقة الأخوّة الإنسانيّة، وتعميق تبنّي الحوار نهجاً وروحاً، مع رفضٍ حاسم لتسييد لغة الأيديولوجيّات المغلَقة التي تستنفر العصبيّات الدّينيّة بأبعاد طائفيّة ومذهبيّة، وبالتّالي بات واضحاً أنّ الرّؤية الفاتيكانيّة تبتعد عن محاولات الاستماتة في الانقضاض على الهويّات الوطنيّة واستبدالها بمنعزلاتٍ ديماغوجيّة معسكرة تستند إلى انفعالاتٍ تاريخيّة مشوّهَة".
وعن السّياق المفاهيميّ للرّسائل التي أطلقها البابا فرنسيس منذ وصوله إلى البحرين يعتبر الصّائغ أنّ "ثمّة مواجهة حاسمة بين حلف الأقليّات واستدعاء الحمايات الذي نظّرت له المسألة الشرقيّة منذ مطالع القرن التاسع عشر، وتبنّته من ثمّ إسرائيل وعمّقت سلوكيّاته العنفيّة مع إيران، وبين حلف المواطنة الذي يقوم على تشييد عمارات دولة الدّستور والقانون والعدالة والحريّات وصون التعدّديات، وحلف المواطنة لُبنة مؤسّسة في وثيقة الأخوّة الإنسانيّة، فاقتضى التّنويه".
أمّا عن النّتائج المرتقبة لهذه الزّيارة التّاريخيّة فيشير الصّائغ إلى أنّها "جزءٌ من مسار تراكميّ وخيار حضاريّ يُنهي مفاعيل استعمال الأديان إقصاءً وتدميراً لأخلاقيّات الشأن العّام القائمة على خدمة الخير العّامّ، وبالتّالي فإنّ قراءة هذا المسار والخيار تمهّد عمليّاً لتحجيم لغة العنف والتّكفير من ناحية، لكن لغة تصدير الحروب وتفكيك الفضاء العربيّ من ناحيةٍ أخرى، ما يضع بالتّالي دول الخليج العربي رأس حربة في إعادة إنتاج العروبة الحضاريّة، وللبنان هنا دورٌ بعد تحرير قراره الوطنيّ".