زيارة لاريجاني مؤشِّر على سخونة أمنية؟

يعتبر مراقبون ان ايفاد النظام الايراني، لرئيس مجلس الامن الاعلى القومي علي لاريجاني، في مهمة الى لبنان، بناء على طلب احد الجهات، في هذا الظرف الذي يشهد تقرير مستقبل سلاح حزب االله، ورسم المرحلة المقبلة برعاية اميركية مطلقة، مؤشر واضح على محاولة استلحاق ايرانية، لاظهار صعوبة في اقصاء طهران عن مسرح التطورات، وهي قادرة على ممارسة نفوذها، باعادة تحريك حزب االله، في ملف السلاح او غيره، ولو بشكل محدود، وابقاء لبنان ورقة للمساومة بيد طهران بالمفاوضات النووية مع واشنطن في غضون الاسابيع القليلة المقبلة، ومن جهة ثانية تحسين شروط المطالب والضمانات السياسية للحزب بالمرحلة المقبلة.
 
ويشير هؤلاء المراقبون الى انه ليس مصادفة،ان يبادر الامين العام لحزب الله نعيم قاسم، فور انتهاء زيارة لاريجاني، الى تصعيد مواقفه السياسية وتلويحه بالحرب الاهلية، في حال تم الاستمرار بالسير في قرار الحكومة، لحصر السلاح بيد الدولة وحدها حتى النهاية، بالرغم من ان الحزب كان وافق على اتفاق وقف الاعمال العدوانية مع اسرائيل وتنفيذ القرار١٧٠١، في نهاية تشرين الثاني الماضي، ومن ضمنه حصر السلاح بيد الدولة، وعلى هذا الاساس شارك في حكومة نواف سلام،ووافق على البيان الوزاي للحكومة.
 
ولا يُسقط المراقبون من حساباتهم، ان ايفاد لاريجاني الى لبنان، له ابعاد وحسابات ومؤشرات امنية وعسكرية، تتجاوز ارسال اي وزير او ديبلوماسي عادي على حد سواء استنادا لموقعه وتاثيره، وهو ما يجب اخذه بعين الاعتبار والتنبه لتبعاته وانعكاساته، بالرغم من التشدد الرئاسي والحكومي في منع التدخل الايراني بالشؤون الداخلية للبنان، وابلاغ الموفد الايراني بضرورة ان تكون علاقة ايران مع الدولة وجميع المكونات اللبنانية وليست محصورة بطائفة او فريق على حساب الاطراف الاخرين.
 
 وبينما يستبعد العديد من المسؤولين، تحويل مفاعيل زيارة لاريجاني الى تصعيد امني ضاغط على الدولة اللبنانية، في حمأة زيارة الموفد الاميركي توم براك ومسؤولة ملف التمديد لقوات اليونيفيل في الامم المتحدة اورتيغاس، نظرا الى وضعية حزب الله المنهكة بعد الحرب مع اسرائيل، وتغيير موازين القوى المحلية والاقليمية ضده، واستمرار محاصرته بالغارات والمسيّرات الاسرائيلية، الا ان مواقف لاريجاني الداعية لاستمرار سلاح الحزب والتمسك بالمقاومة، والتسخين الكلامي ورشق الدولة بالاتهامات، يبقى احد وسائل التصعيد المحتملة، وإن كانت نتائجه وتداعياته متواضعة الى حد ما، وتأثيرها شبه معدوم على تغيير مسار نزع سلاح الحزب .