ساسين: على حزب الله التوقف عن المكابرة

اعتبر مستشار رئيس حزب الكتائب المحامي ساسين ساسين ان لبنان يمر بوقت عصيب بسبب الحرب المندلعة في الجنوب منذ عام والتي لا علاقة للحكومة والدولة اللبنانية بها، وأدت الى تهجير ما يفوق المليون و300 الف شخص من الضاحية والجنوب وبعض المناطق المحيطة الامر الذي لم يكن في الحسبان.

ساسين وفي حديث لقناة "الشرقية العراقية"، قال:" الحرب هي نوع من وقود بصواريخ ايران على طاولة المحادثات الايرانية الدولية، فما نعاني منه هو قرار بالحرب في الجنوب لا علاقة للبنان به اطلاقا، والخروج من هذه الحرب يكون بوقف اطلاق النار بشكل نهائي، ان تستلم الدولة للبنانية زمام الامور وان تسيطر على كافة الاراضي تمهيدا لبسط سيطرتها على كل المرافق والحدود وحتى في الداخل للخروج من هذه الازمة وان يعود لبنان الى طبيعته وحياده الايجابي بعلاقاته الدولية، انما للاسف ما يحصل اليوم هو تخبط كبير بالقرار ما بين الدولة اللبنانية التي قالت على لسان رئيس الحكومة ورئيس مجلس النواب انها مستعدة لوقف الحرب وفصلها عن غزة في حين نسمع اصوات قياديين في حزب الله تدعو للاستمرار بهذه الحرب بالرغم من الدمار الهائل واعداد القتلى والغارات اليومية التي تستمر على مدى ساعات والتهجير الذي يطال الشعب، لذلك المطلوب اليوم ان تأخذ الدولة القرار وتقول لحزب الله كفى."

وتعليقًا على  كلام نائب امين عام حزب الله نعيم قاسم الاخير وتفويض رئيس مجلس النواب بالتفاوض، قال ساسين:" اعطاء المبادرة لبري في خطاب نعيم قاسم شابه مغالطات كبيرة فهو اعتبر من جهة ان الامر بيد "الاخ الاكبر بري" ومن جهة اخرى اكد الاستمرار بالحرب وقال ان الميدان هو الاساس وسننتصر. في حين ان تسليم القرار لبري يعني التسليم بالقرار بكامل مندرجاته لجهة وقف الحرب والتراجع عن الجبهات وتنفيذ القرار 1701 الذي اكد بري الالتزام به والذي  يتضمن بصلبه تنفيذ القرار 1559 اي حصرية السلاح بيد الدولة اللبنانية ومنع اي دولة من تزويد اي فريق لبناني بالسلاح ومن هنا نرى التناقض الحاصل في خطاب قاسم، فخطابه لم يكن واضحا انما مجرد كلام لرفع المعنويات لا قيمة له كما ان تفويض بري لم يكن في موقع الثابت".

وردا على سؤال حول مطالبة حزب الكتائب بإنهاء الفراغ الرئاسي، قال:" الفريق الذي زج لبنان بهذه الحرب عطل انتخاب رئيس للجمهورية على مدى سنتين، فلو كان هناك رئيس في هذه المرحلة لكان من الممكن ان يعمد الى التواصل مع الفئات الدولية ومساعدة ومساندة غزة بالدبلوماسية بدلا من الحرب التي لم تؤد الى اي نتيجة تفيد بها غزة انما دمرت لبنان، واليوم نحن بحاجة لرئيس وطني لجميع اللبنانيين وليس لفريق واحد، وللحظة الحالية لا يزال الفريق الممانع يطالب برئيس يحمي ظهر المقاومة انما نحن بحاجة الى رئيس يجمع لبنان واللبنانيين بكل المكونات والطوائف، ونحن بحاجة لرئيس يستطيع التواصل مع المجتمع الدولي للوصول الى بر الامان ووقف الحرب والعمل دبلوماسيا مع المجتمع الدولي لمساندة غزة ولبنان".

وتابع:" من المعروف ان ايران زرعت اذرعتها في لبنان عبر حزب الله وفي غزة عبر حماس وفي كل مناطق نفوذها لاستغلالها بمفاوضاتها مع المجتمع الدولي، واليوم نحن نعلم ان ايران لم تساند غزة وحزب الله كما يجب انما استغلت حماس في غزة والحزب في لبنان لمفاوضاتها مع المجتمع الدولي، لذلك نرى ان قرارات ايران السياسية تدعو فيها الى التهدئة انما بقراراتها العملية تغذي هذه الاذرع وتسعّر الحرب عند الحدود لاستغلالها اكثر في مفاوضاتها مع الغرب.".

وردا على سؤال حول تصعيد الاعمال العدوانية الاسرائيلية على لبنان:" المشكلة اليوم اننا امام دولة تقوم بكل ما تريد دون اي رادع وهي متفوقة امنيا وعسكريا، فهي لم تراعِ اية قوانين دولية وكنا قد حذرنا من جر لبنان الى حرب لا قوة لنا بها، نحن نخاف اليوم من ان تفعل اسرائيل بلبنان ما فعلته في غزة دون ان يرف لها اي جفن، لذلك نحن اليوم بحاجة لدبلوماسية كبيرة وقوية تعمل على وقف الحرب وبحاجة الى قناعة من حزب الله ان هذه الحرب لم تؤد الى اي نتيجة في اسناد غزة في حربها ودمرت جزءا كبيرا من لبنان وقتلت الالاف وجرحت عشرات الالاف دون اي نتيجة على الاطلاق، لذلك على حزب الله التوقف عن المكابرة وعلى ايران ان ترأف بلبنان وبشعبه وتحديدا بالبيئة اللبنانية الحاضنة للحزب لانها اصبحت مشردة وبحالة مزرية نتيجة التهجير".