ساسين: أسقطنا مشروع الوطن البديل عام 1975 ونقاوم اليوم لمنع التطبيع المُقنّع للوجود السوري في لبنان

رأى المستشار السياسي لرئيس الكتائب المحامي ساسين ساسين لصوت لبنان أن هناك محاولة لتمديد الأزمة في لبنان عبر دعواتٍ حوارية ولقاءات خارجية انتظاراً للحظة مُعيّنة قد تتبدّل فيها الأمور ولفت إلى أن هناك انقساماً في اللقاء الخماسي وفرنسا وقطر كانتا متفقتين على سلّة تتضمن وصول سليمان فرنجية إلى رئاسة الجمهورية مقابل تسمية السفير نواف سلام رئيساً للحكومة.

 

ساسين وفي حديثٍ ضمن برنامج "مانشيت المساء" عبر صوت لبنان قال: "المشكلة الكبرى التي نعاني منها اليوم هي أنه لم يحن حتى هذه اللحظة أوان انتخاب رئيس للجمهورية وهناك ما يحدث في السياسة الدولية تضغط على الملف الرئاسي أبرزها المباحثات حول النووي بين ايران والولايات المتحدة في عمان، واذا اتفق اللبنانيون على بناء دولة ذات سيادة ووطن جامع لكلّ أبنائه يمكن حينها التملّص من السياسات الخارجية الضاغطة".

وأضاف: "العقوبات التي نعرفها حتى اللحظة لا نتائج لها وفي حال الإنتقال إلى عقوباتٍ أقسى سنرى تبدلاً في المشهد السياسي اللبناني، لأن تخطّي الدستور وعدم احترامه لا يمكن أن يستمرّ خاصّةً وسط الإنهيار والمآسي التي يمرّ الشعب اللبناني، ومهمّة لودريان سقطت ولا يمكن أن تأتي بنتائج لأن فرنسا "حشرت" نفسها في موقفٍ لا يمكن الخروج منه لأن تفاوضها مع حزب الله جعل منها طرفاً في النزاع اللبناني لذلك أي مبادرات فرنسية لا يمكن أن تنجح في هكذا سيناريو، وهناك فريق يريد لبنان دولة للجميع ذات حكم رشيد ورئيس جمهورية غير تابع لمصالح تحت سقف الدستور، وهناك فريق يبني دولة رديفة داخل الدولة التي نعرفها لكي يدفن الأخيرة لتكريس سلطتها".

 

الأزمة السياسية بظلّ الفراغ الرئاسي

أشار المحامي ساسين ساسين إلى أن الدولة تقوم على مؤسسات وكافّة المؤسسات باتت تحت سيطرة حزب الله الذي بدوره اختلق مؤسسات خاصة به وأصبح لديه مقومات الدولة وهذه هي المشكلة التي تمنع قيام الدولة اللبنانية، وقال: "حزب الله لم يستطع فرض مرشحه على اللبنانيين في ملف الرئاسة بفضل إرادة داخلية ومقاومة حزب الكتائب ورئيس وشركائه في المعارضة ولن نستكين في المقاومة لبناء دولة لجميع اللبنانيين".

وقال المستشار السياسي لرئيس الكتائب المحامي ساسين ساسين لصوت لبنان: "عام 1975 قاومنا وأسقطنا مشروع الوطن البديل واليوم نقاوم لمنع التطبيع المُقنّع للوجود السوري في لبنان، ومقاومتنا تنبثق من وطنيتنا".

وأردف: "هناك مصلحة لنواب التيار الوطني الحرّ قد تتلاقى أو لن تتلاقى مع حزب الله، وحتى لو مهما كان الثمن على التيار العودة إلى الخط السيادي لأن هذه هي الإرادة الحقيقية لجمهوره".

وأضاف ساسين: "الهيمنة على المجلس النيابي تمنع فتح دورات متتالية للإنتخابات الرئاسية والدعوة إلى الحوار هي مُقنّعة لإسقاطنا ونؤكد أن السبيل الوحيد للخروج من الأزمة هو البرلمان من خلال انعقاد دورات متتالية، وإذا كان التمسّك بالقوانين والدستور يُسمّى تعطيلاً أو تعنّتاً فنحن أكثر المتصلّبين، والمُعطّل بالقوة هو من يحرم اللبناني من  انتخاب رئيس جديد للجمهورية ويضيّع لبنان والدولة وكفانا خراب ودمار".

وقال: "نحن ندافع عن لبنان الكامل الأوصاف ولو بقينا لوحدنا، لكن هذه الأفكار توسّعت وهناك مجموعة كبيرة تؤمن بها وتعمل لأجلها والتكامل الحاصل بين الأفرقاء هو ما جمع المعارضة، أمّا أمين عام حزب الله فيقول أنه جندي في ولاية الفقيه ويجاهر بانتمائه لإيران وباستيراد سلاحه وأمواله منها ولا يمكنه أن يصبح وطنياً فجأةً".

ولفت إلى أن كل نائب يُعطّل مسار البلد ويعرقل الإنتخابات الرئاسية يخسر ثقة الناس وقال: "أتمنى أن تستفيق ضمائرهم لإنقاذ لبنان قبل فوات الأوان".

وتابع: "هناك مجموعة تخطف قرار الدولة بدأت بالحديث عن تعديل الطائف الأمر الذي لا يحصل إلّا بالتفاهم وسياسة الفرض لا يمكن أن تنجح في أي تعديل أو أي بحثٍ دستوري، وحزب الله ينفي الهيمنة بالكلام لكن بالتطبيق فهو يمنع قيام الدولة ويمارس الممانعة في السياسة اللبنانية، وممارساته هي التي تؤكّد كل الإدعاءات بحقه".

 

الوجود السوري في لبنان "قنبلة موقوتة"

ولفت ساسين إلى أن القرار الصادر عن البرلمان الأوروبي جيد جدّاً إلّا البند 13 الذي يريد إبقاء السوريين على الأراضي اللبنانية، ولبنان غير قادر على تأمين أدنى مقومات الحياة بظلّ الإنهيار الإقتصادي وتحلّل البنى التحتية، وأشار إلى أن الدول التي تريد إبقاء السوريين في لبنان قادرة على استقبالهم وكخلفية أولى يحاولون إبعادعم عن حدودهم لكن هذا الأمر لا يمكن أن يتحقق على الأراضي اللبنانية، وقال: "عدد كبير من اللاجئين السوريين في لبنان انتخبوا بشار الأسد رئيساً لسوريا في الإنتخابات الأخيرة ويمكنهم العودة إلى بلادهم".

وأضاف: "ترفع القبعة لحزب الشعب الأوروبي الذي عارض البند 13 في مشروع قرار البرلمان الأوروبي لكن لم يكن لديه الأكثرية لمنع إقرار هذا البند، واتّخذنا كحزب كتائب قرار مراجعة المؤسسات الدولية للعدول عن قرارها بالضغط لإبقاء اللاجئين السوريين في لبنان لأن وطننا لم يعد قادراً على تحمّل هذا العبء".

وأردف: "لحدّ اليوم التداعيات الناتجة عن الوجود السوري لا تزال إقتصادية وأمنية مضبوطة لكن لا أحد يمكنه توقع المستقبل لأن هذا الوجود هو قنبلة موقوتة ونحن نحذر ونطالب نزع فتيل هذه القنبلة قبل الوصول إلى عواقب لا تُحمد عقباها، ونعمل مع شركائنا من أجل الوصول إلى حلّ لمعضلة اللجوء السوري ونعمل مع جامعة الدول العربية للضغط على النظام السوري من أجل استعادة أبنائهم، من هنا مصلحة بلادنا ومصلحة شعبنا أهم من الإستزلام لأي دولة وما نفع الحصول على الأموال إن لم يعد وطننا وطن، لكن نحن متمسكين بهذا البلد ولن نرضى بأي توطين لأيٍ كان".

 

أكّد ساسين أن أي حلّ يبدأ من انتخاب رئيس للجمهورية وانتظام عمل كافّة المؤسسات، وما يتبعه من تعيينات في كافة المؤسسات من مصرف لبنان إلى مؤسسة الجيش اللبناني.

وقال ساسين: "تعطيل الإنتخابات الرئاسية من قبل فريق يعني أنه يريد انحلال الدولة وانهيارها".

وردّاً على سؤال عن التدقيق الجنائي و"إخفائه" من قبل وزير المال في حكومة تصريف الأعمال قال: "لسنا نحن المسرعين في معرفة نتيجة تقرير التدقيق الجنائي بل هناك من يحاول إخفاء "الفضائح" حمايةً لصورتهم ووزير المال له دور كبير في إخفاء التقرير لأنه لو لم يطال بعض المسؤولين لما فعل ذلك".