ساسين: نتخوّف من أن يدفع بلدنا ثمن أي تسوية مع ايران ورئيس الكتائب حذّر المسؤولين من أننا لن نقبل بأن يكون لبنان هدية لأي دولة من الدول

أكّد مستشار رئيس حزب الكتائب المحامي ساسين ساسين أنّ "في السياسة الأميركية هناك إدارة ترسم خطط سياسية مستقبلية وشخص الرئيس ترامب لا يتلقى تعليمات من الإدارة في سياسته الخارجية والداخلية وقد نرى بعض المفاجآت في سياسته غير المعتادة عن السياسة الأميركية نظرًا لمواقفه المتقدّمة".

و في حديثٍ لـ"بالأوّل" عبر صوت لبنان 100.5 قال ساسين: "لا ندرك تفاصيل خطة احلال السلام ووقف الحروب ونأمل ألا تكون هذه الخطط على حساب لبنان لأننا نتخوّف من "البزارات" التي تقوم بها الدول على حساب بلدنا وعلى سبيل المثال "البزار" الذي حصل نتيجة مشاركة الجيش السوري في حرب العراق وتكليف سوريا عندها إدارة لبنان كما في العام 2000 عند إنسحاب الجيش الإسرائيلي من الجنوب وتسليمه لحزب الله مقابل ضمان الحدود الإسرائيلية من قبل الحزب".

وأضاف: "نتخوّف اليوم من تكرار هذا النوع من "البازارات" حيث يدفع لبنان ثمن أي تسوية مع ايران لضمان حماية الحدود الإسرائيلية من خلال تسليم الملف اللبناني لإيران وهذا ما يُحكى عنه في تطبيق جزء من الـ1701 وانسحاب مقاتلي حزب الله إلى شمال الليطاني ووضع سلاحه في الداخل اللبناني".

وعن رسالة ترامب للبنانيين اعتبر ساسين أنّه لا يمكن بناء آمالًا كبيرة على هذه الورقة لأنّها عبارة عن "نوايا" بأنه سيعمل على إنهاء الحرب في المنطقة، ولكن هذه النوايا تتطلب نوايا أخرى مقابلة لكي تتحقق فإسرائيل أيضًا عليها أن تقدّم نية بإنهاء حربها.

ولفت الى أنّ ايران لم يكن يناسبها وصول الرئيس ترامب إلى البيت الأبيض وإن كانت المعلومات عن محاولتها لإغتياله صحيحة سيكون لها عواقب وخيمة على العلاقات الإيرانية الأميركية وعلى ايران بالذات.

وعن جولة رئيس حزب الكتائب في فرنسا أوضح ساسين أنّ جولات ولقاءات النائب سامي الجميّل مع مسؤولين فرنسيين ودوليين ليست جديدة فإنه باشر بها منذ بداية الحرب ليعبّر عن مخاوف اللبنانيين التي باتت اليوم واقعًا، مشيرًا الى أنّ هذه الجولات واللقاءات المكثّفة مع الإدارة الفرنسية على كافة المستويات ونواب من البرلمان الأوروبي تتمحوّر حول نقطتين اساسيتين، الأولى هي كيفية إنقاذ لبنان وإعادة سلطة الدولة وتنفيذ القرار 1701 بكل مضامينه، والثانية هي إنتخاب رئيس للجمهورية بأسرع وقت لإعادة إنتظام العمل السياسي والمؤسسات العامة إضافة إلى مطالبته المتكرّرة لوقف الحرب على لبنان وهذه هي خارطة الطريق التي تطرحها الكتائب.

وقال: "النائب الجميّل حذّر المسؤولين المؤثرين بالقرار في المنطقة من أننا لن نقبل بأن يكون لبنان هدية لأي دولة من الدول فلبنان الذي نريده هو البلد الذي يبسط سيطرته على كافة أراضيه ويحمي سيادته دون أي وصاية وهيمنة واحتلال".

وأكدّ ساسين أن "كميّة الأسلاحة المخزّنة في لبنان أثبتت أن لبنان محتّل من قبل إيران كونها المسؤولة عن وجود هذه الأسلحة وهذا يدل على أن ايران تسيطر على قرار الدولة اللبنانية وتقوم بما تريد في الداخل اللبناني دون حسيب ورقيب".

وقال: "هناك فريق سياسي في لبنان لا يملك القرار إنما يأخذ أوامره من دولة خارجية لذلك لا يمكننا تحقيق إجماع لبناني على خارطة الطريق التي نطرحها للخروج من الأزمة الراهنة ولكن الكتائب تبقى كما كانت تؤمن بالدولة الضامنة لكل اللبنانيين".

أضاف: "سياسة الفريق الآخر تتعارض مع مبادئنا لأنها ليست وطنية إنما تخدم مصالح دول خارجية".

وعن هجوم نعيم قاسم على الجيش اللبناني، سأل: "بأي صفة يخاطب قاسم الجيش؟ هل سمح حزب الله للجيش اللبناني أن يمارس مهامه؟  إنما بالعكس كان دائمًا السبب في تعطيل دور الجيش في الجنوب وفي كافة المناطق؟"

وقال: "الجيش اللبناني يقوم بمهامه وفقًا للدستور اللبناني وليس ملزمًا بمخاطبة نعيم قاسم وإعطائه معلومات عن تحقيقاته بالتالي حزب الله تخطّى الحدود معتبرًا أن كل الأمور مستباحة أمامه".

واعتبر ساسين أن " المعركة أثبتت أن حزب الله لم يكن على مستوى التوقعات ولم يحقق أي نتيجة"، سائلًا: "أين الإنتصار مقابل الدمار والنزوح؟".

وقال: "المطلوب قرار وطني من حزب الله بتسليم الجبهات للجيش اللبناني".

وشدّد ساسين على أنّ لا أحد أكبر من الدولة والتجربة التاريخية أثبتت ذلك والمشكلة في تطبيق الطائف والإحتلال النظام السوري عمد على تهجير القيادات المسيحية من أجل الهيمنة على القرار الداخلي.

وطالب حزب الله بالعودة الى لبنانيته والخروج من القرار والهيمنة الإيرانية التي تستخدمه لمصلحة علاقاتها الدولية.

وختم قائلًا: "حزب الله تضرر فلا يمكن له المكابرة الآن".