ساعات على نهاية الهدنة.. إسرائيل تهدد و"الحزب": معطى خطير

على توقيت الرابعة من فجر يوم الأحد تنتهي مهلة هدنة الستين يوماً. الترقب سيد الموقف، والحذر وصل إلى حد التلويح بخطورة الأيام المقبلة، إذا لم ينفذ الجيش الإسرائيلي إنسحاباً كاملاً. امّا "بروفا" عودة الجنوبيين إلى بيوتهم فقد بدأت على الرغم من كل التحذيرات، فهناك أرزاقهم التي تعادل بقيمتها الأرواح، وهناك أرضهم وأشجار الزيتون، ولحظات طال إنتظارها للعودة إلى قراهم وبلداتهم التي توغل فيها الإسرائيلي وعاث فيها خراباً ودماراً.

وعلى توقيت الساعات المتبقية لنهاية الهدنة، انقسم المشهد في الجنوب ما بين المعطيات الميدانية الأمنية وحركة عودة الجنوبيين من جهة، وبين المساعي الديبلوماسية والدولية التي بدأت بالتحرك وإن بشكل خجول لتأمين انسحاب الجيش الإسرائيلي بشكل كامل خشية التصعيد المتوقع، وخصوصاً في ضوء ما صدر عن نواب من حزب الله، وأحدثه التصريح الصادر عن النائب في كتلة "الوفاء للمقاومة" حسين الحاج حسن الذي قال "عندما يجب أن نتخذ أي موقف، سنتخذه ونعلنه، وهذا هو موقفنا الذي أعلناه في تصريحاتنا وفي بيان حزب الله مؤخراً، وللبحث والمتابعة صلة".

ماكرون وعون
وعلى مستوى المساعي الدولية، سُجل اتصال ما بين رئيس الجمهورية جوزاف عون والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي أوضح أنّه يجري "اتصالات من اجل الإبقاء على وقف اطلاق النار واستكمال تنفيذ الاتفاق". في المقابل، اكد عون لنظيره الفرنسي على ضرورة الزام إسرائيل تطبيق مندرجات الاتفاق حفاظاً على الاستقرار في الجنوب، وعلى وقف انتهاكاتها المتتالية، لا سيما تدمير القرى المحاذية للحدود الجنوبية، وجرف الأراضي، الامر الذي سيعيق عودة الأهالي الى مناطقهم.

أمّا من الجانب الإسرائيلي، فأعلن الجيش الإسرائيلي اليوم أنّ "التعليمات التي نشرت سابقا سارية ولا يسمح لسكان قرى في جنوب لبنان بالعودة حتى إشعار آخر". وأضاف الجيش الإسرائيلي أن "قواتنا لا تزال في مواقع في جنوب لبنان وفقا لاتفاق وقف إطلاق النار حتى نشر الجيش اللبناني".

إنتشال الجثث
وبينما الجيش الإسرائيلي يستمر في تهديده وترهيبه، فعلى الجهة المقابلة لا تزال جثث الشهداء تُسحب من المناطق الجنوبية. إذ أعلنت المديرية العامة للدفاع المدني، انتشال جثامين 9 شهداء من تحت الركام في مناطق جنوبية عديدة.

وقالت المديرية إنه تم انتشال أشلاء شهيدين من الخيام وجثمان شهيد من كفرشوبا وجثامين 4 شهداء من الجبين وجثمان شهيد من شيحين وآخر من مثلث طيرحرفا. وجرى نقل جميع الجثامين إلى مستشفى جبل عامل لإجراء الفحصوات المخبرية اللازمة للتحقق من هوياتهم تحت إشراف الجهات المعنية.

توازياً، سُجل تحليق لطائرة مُسيرة إسرائيليّة في أجواء صور وقرى وبلدات القضاء. 

إنتشار الجيش
ميدانياً، قامت قوات الجيش الإسرائيلي بقطع طريق بلدة حولا. وقامت جرافة إسرائيلية بوضع الأتربة في وسط الطريق، ما أدّى إلى قطعه. وهو ما تقوم به منذ ساعات الصباح الباكر، إستباقاً لحركة أهالي الجنوب الذين قاموا بتفقد منازلهم في عدد من القرى والبلدات.

في المقابل، انتشرت وحدات عسكرية للجيش اللبناني في بلدات القوزح ودبل وحانين وبيت ليف - بنت جبيل في القطاع الأوسط في منطقة جنوب الليطاني بعد انسحاب قوات الجيش الإسرائيلي منها، وذلك بالتنسيق مع اللجنة الخماسية للإشراف على اتفاق وقف إطلاق النار.

وبحسب بيان الجيش، فإنّ القيادة تتابع بالتنسيق الوثيق مع قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان في ما خص الوضع في المنطقة المذكورة، ضمن إطار القرار 1701. كذلك "جدد الجيش دعوة المواطنين إلى عدم الاقتراب من المناطق التي ينسحب منها العدو الإسرائيلي والالتزام بتعليمات الوحدات العسكرية".

وكان الجيش حذر في وقت سابق سكان الجنوب طالباً منهم التريث في العودة ريثما يتم إستكمال الإجراءات اللوجستية لمسح الأضرار ومخلفات العدوان الإسرائيلي.

مواقف الحزب
وتوالت التصريحات الصادرة عن نواب في حزب الله، وبعد كلمة للنائب ابراهيم الموسوي الذي قال "الأحد هو اليوم الذي يجب أن ينسحب فيه العدو من أرضنا، واذا لم يفعل سيرى العجب"، قال النائب حسين الحاج حسن إنّه من المفترض أن ينسحب الإسرائيلي بموجب الاتفاق "وعليه فإننا نقول هذا الأمر من مسؤولية الدولة اللبنانية أولاً بكل مسؤوليها ومرتباتها السياسية والأمنية والعسكرية، فهي المعنية بالقيام بدورها لإتمام تنفيذ الاتفاق وانسحاب العدو من أرضنا إنسحاباً كاملاً، وهي المعنية بالتواصل مع الراعي الأميركي أو الفرنسي أو الأمم المتحدة للقيام بهذا الدور والوصول إلى هذه النتيجة".

وشدد النائب الحاج حسن على أن "بقاء العدو في أرضنا مرفوض، وهو احتلال، ونحن في المقاومة وحزب الله، نراقب ونتابع ونجري الإتصالات اللازمة مع المسؤولين اللبنانيين، وعندما يجب أن نتخذ أي موقف، سنتخذه ونعلنه، وهذا هو موقفنا الذي أعلناه في تصريحاتنا وفي بيان حزب الله مؤخراً، وللبحث والمتابعة صلة".

بدوره، رأى عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب علي فياض أنّ "عدم اكمال الإسرائيلي لإنسحابه من أرضنا إنسحاباً كاملاً ضمن المهلة المقررة، وعدم قيام اللجنة الدولية بدورها المفترض لإلزام العدو بذلك وفقاً للإجراءات التنفيذية للقرار 1701، إنما يشكِّل معطى شديد الخطورة، ويهدد مسار الإلتزامات والإتفاقات التي وافقت عليها الحكومة اللبنانية ويضعها في مهب الريح، ويفرض على الحكومة اللبنانية إعادة تقويم الموقف، لاستكشاف السبل الأكثر فاعلية في حماية السيادة اللبنانية، وفرض الإنسحاب الإسرائيلي وطمأنة اللبنانيين وبالأخص المجتمع الجنوبي الذي يعيش حالة غضب وغليان شديدين".