سباق محموم بين الميدان والدبلوماسية... وإيجابية لبنانية مرهونة بنوايا إسرائيل

قبل ساعات من زيارة الموفد الاميركي آموس هوكشتاين الى لبنان لتسلّم الأجوبة اللبنانية على المقترحات الأميركية المتعلقة بوقف إطلاق النار، صعّد الجيش الإسرائيلي من حربه على لبنان، فتجاوز بعدوانه الهمجي كل الخطوط الحمراء، ووصلت الغارات المدمّرة الى العاصمة بيروت مستهدفة هذه المرة الجسم الإعلامي، ما أدى الى استشهاد المسؤول الاعلامي لحزب الله محمد عفيف في منطقة رأس النبع.

كما كان للجيش اللبناني نصيبه أيضاً حيث استهدف العدو الاسرائيلي مركزاً في بلدة الماري في حاصبيا ما أدى إلى استشهاد عنصرين وإصابة آخر بجروح.

وقد اجرى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي اتصالا بقائد الجيش العماد جوزف عون معزيأ، واعتبر ان شهداء الجيش الذين قدموا أرواحهم دفاعاً عن أرض الوطن، هم امانة في ضمير كل لبناني مخلص، داعياً الجميع الى التعاون كي لا تذهب تضحياتهم سدى من خلال العمل على وقف العدوان الاسرائيلي وتمكين الجيش من القيام بالمهام المطلوبة منه.

بالتوازي، يسابق هوكشتاين التصعيد، حيث سادت أجواء ايجابية حول المقترح الأميركي، اذ وردت معلومات أن لبنان أبلغ الى واشنطن موافقته على اقتراح وقف النار، قبيل وصول هوكشتاين الى بيروت غداً الثلاثاء لاعادة قراءة بعض مصطلحات الاقتراح بما لا يتعارض مع الدستور اللبناني، علماً ان معلومات تحدثت عن تسلم عين التينة رد حزب الله على المقترح. 

الى ذلك، سيكون الرد اللبناني على الإتفاق محط نقاش في اجتماع مرتقب سيعقد بين الرئيسين بري ونجيب ميقاتي.

وفي هذا السياق، أشار العميد الركن المتقاعد نضال زهوي، رئيس قسم الاستراتيجية في مركز الدراسات الانتروستراتيجية، في حديث مع جريدة "الأنباء" الالكترونية الى أن الرئيس بري أكّد أن البنود المرفوضة ليست موجودة في المقترحات، فالبند المتعلق بتشكيل لجنة مراقبة من قوات الأطلسي يمكن تصغيره وهو قابل للتفاوض.

وأضاف زهوي: "أما البند الذي يعطي حرية لاسرائيل بالتدخل في حال رفض الجيش اللبناني الدخول لأي منطقة وإجباره ليكون حرس حدود لاسرائيل، فهو مرفوض حتماً.فحسب بري هذا البند غير موجود في المقترحات. ولم يستبعد وجوده في المسودة التي سُلمت لإسرائيل. لكن في حال وجوده سيفجّر المفاوضات.  أما البنود الأخرى المتعلقة بتراجع حزب الله ومسألة الرقابة من قبل الجيش ومؤازرة قوات اليونيفل فهي باقية كما نص عليها القرار 1701".

استهداف بيروت

وبالتزامن مع الضغط الديلوماسي، صعدت إسرائيل من غاراتها، كما تفعل دائماً عشية كل مفاوضات، مستهدفة هذه المرة بيروت الإدارية بغارة عنيفة على منطقة مار الياس واغتيال قيادي في حزب الله.

كذلك شملت الغارات معظم القرى والبلدات الجنوبية والبقاعية وصولاً الى القصير على الحدود السورية اللبنانية. اما في الجنوب فقد اشتدت المواجهات الميدانية بين اسرائيل وحزب الله على محور وطى الخيام في القطاع الشرقي حيث دارت مواجهات عنيفة بين الطرفين نتيجة محاولة العدو التقدم على هذا المحور. 

كما سُجل منذ فجر أمس مواجهات عنيفة على محور شمع والظهيرة والمطلة الذي يسعى العدو لتسجيل خرق في هذه المنطقة وأحكام السيطرة على الطريق الساحلي الممتد من الناقورة الى البياضة وصولاً الى مدينة صور، ما يتيح القيام بعمليات إنزال خلف الحافة الأمامية من الحدود التي ما تزال تحت سيطرة حزب الله. 

مصادر امنية أشارت عبر الانباء الالكترونية إلى ان هدف العدو الاسرائيلي من تكثيف غاراته على الضاحية الجنوبية انما يهدف الى تقطعها الى مربعات سكنية، خاصة في الأحياء ذات الابنية المتلاصقة ليسهل عليه مراقبتها، وتدمير الابنية التي يعتقد ان حزب الله يخبئ اسلحته والصواريخ المتوسطة في طوابقها السفلية. وهذا ما يفعله كذلك في دورس وبعلبك والنبطية وصور والخيام وبنت جبيل، لاعتقاده ان لدى حزب الله منصات متنقلة لاطلاق الصواريخ لم يتمكن من اكتشافها، وهي التي تنطلق منها الصواريخ والمسيّرات بكثافة الى داخل فلسطين المحتلة ثم يجري نقلها الى اماكن اخرى وهي ما زالت تشكل مصدر قلق لاسرائيل، بحسب المصادر.