سعد الحريري عن سقوط الأسد: هذا هو اليوم الذي انتظرته منذ تلك الساعة السوداء

صدر عن الرئيس سعد الحريري البيان التالي: "سقط الأسد. ها قد اكتمل المشهد وخرج السوريون ليدفنوا حقبة ويفتحوا أخرى. هذا هو اليوم الذي انتظرته منذ تلك الساعة السوداء. كم أنا سعيد برؤيتكم، تصدحون بصوت الحرية في الشام بعد أن تحررت من سجنها الكبير.  اليوم تكرّسون بجميع ألوانكم ومشاربكم  عرس سوريا بسقوط دكتاتورها، الذي روع السوريين واللبنانيين وابتزّ العرب والعالم".

أضاف: "سقط النظام الذي تاجر بفلسطين أكثر من نصف قرن، بعدما باع الجولان رخيصاً وباع نفسه لكل من دفع له أو دافع عنه بوجه شعبه. سقط الأسد وسقط القناع عن القناع، ليظهر جبنه وغدره لأقرب المقربين، فلا عجب أن يغدر بسوريا وحاضنته العربية". 

واعتبر أن "سقوط الأسد هو سقوط لنهج الاستفراد بالحكم والاستقواء بالخارج. هو سقوط لتأجيج الطائفية، والظلم باسم طائفة كريمة استغلها بأبشع الصور". وتابع: "لكن سقوط الدكتاتور لا يعني شيئاً، إلا إذا تم إسقاط نهجه الذي قام على الاستقواء على الأفراد  كما الطوائف والتعسف في ممارسة السلطة".

وأردف: "وحده دفن هذه الممارسات بعد سقوط النظام يضمن قيامة سوريا وطناً ودولة لكل سورية وسوري، وإثبات للسوريين والعالم بأن الثورة السورية اكبر من أن تقع بفخ نهج الأسد، وأقوى من أن تسقط بمستنقع الفتنة والفوضى، وبعيدة كل البعد عن أي شكل من أشكال التطرف".

وأكد أن "وعي السوريين وقادة ثورتهم، أذهل العالم، وأعطى نموذجاً لنبذ العنف والانتقام، وأظهر وجه الثورة الحقيقي، وحقيقة السوريين الذين قدموا  للعالم نموذجاً بالتسامح والوعي، سيكون مفخرة العرب في تاريخهم المعاصر، وعبرة للأجيال القادمة". 

وقال: "تبقى العبرة الأكبر هي المحافظة على ما أنجز، وإكمال عرس الانتقال الحضاري للسلطة، والذي سيحول سوريا الأسد الغابرة، إلى سوريا الشعب والحرية".

وختم: "الواقع أن سوريا والحرية حكاية ألم وأمل، فهي نداء الثورة الأول، و هي حكاية نضال شعب رفع لواء الحرية فقدم دونها دمه، ويوم الحساب حقن الدماء، في واحدة من أعظم عبر التاريخ وأكثرها ألقاً ومجداً. المجد لشهداء سوريا وأبطالها. وقد قلنا في لبنان يوماً إلى اللقاء سوريا وها قد التقينا لنجدد العهدونحقق الوعد من أجل أبنائنا من اجل حاضرنا، ومن أجل المستقبل".