سَفْك دماء ماكرون في بلاد المغرب... طبخة تركية ستحترق عربياً بتعاون استخباراتي!

فترة إستثنائية يعيشها العالم حالياً على مستوى "الفَوْرَة" الإرهابية المتجدّدة، بعد أزمة الرسوم الكاريكاتورية في فرنسا، وما يتبعها من أنشطة أمنية وإرهابية لا تنحصر بالحدود الفرنسية وحدها. والمثال الأبرز على ذلك هو ما حصل في النّمسا ليل أمس.

تنظيم "القاعدة" في بلاد المغرب اعتبر أن "الحكم على كل من يشتم الرسول هو القتل ولا بدّ"، وأن "ذلك من حقّ كلّ مسلم"، وهو ما يحلّل سفك الدماء، "من ماكرون وجرّ". كما بدا مُلفتاً ما أعلنه وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان أمس، عن أن الحكومة الفرنسية ستتّخذ خلال جلسة لمجلس الوزراء غداً قراراً بحلّ حركة "الذئاب الرمادية" القومية التركية المتطرفة.

 

"الذئاب الرمادية"

فمنظمة "الذئاب الرمادية"، هي حركة تركية قومية متطرفة، تؤمن بتفوُّق العرق التركي، وتعمل على توحيد الشعوب التركية في دولة واحدة تمتدّ من تركيا والبلقان وصولاً إلى آسيا الوسطى وأوروبا. وهي تحاول الدّمج بين الهوية التركية والدين الإسلامي بشكل متشدّد، وتُعادي كل باقي القوميات غير التركية، وكل باقي الديانات غير الإسلامية. ومن ألقاب أعضاء تلك المنظّمة، ما يُسمّى بـ "فِرَق الموت"، وهي تنشط في أحياء المسلمين الفقراء، وتعمل في بلدان عدّة.

 

لا يتوقّف

أكد مصدر مطَّلِع أنه "رغم الخلافات السياسية بين الدول، إلا أن التنسيق بين أجهزة الإستخبارات لا يتوقّف، حتى ولو لم يُعلَن عن ذلك".

وأشار في حديث الى وكالة "أخبار اليوم" الى أنه "رغم التوتّر الكبير بين فرنسا وتركيا حالياً، إلا أن أجهزة الإستخبارات الفرنسية تنسّق وتتعاون مع نظيرتها التركية في شأن التنظيمات التركية التي تعمل على الأراضي الفرنسية، وذلك عبر خطّ أمني مباشر، ولو من خارج أي إطار سياسي".

وشدّد على أن "فرنسا تتحمّل مسؤولية "فَوْرَة" التنظيمات والجماعات الإرهابية في داخلها. فأجهزة استخباراتها قويّة، ولكنها لا تتحرّك بسرعة، وذلك رغم علمها بالإرهابيّين وأنشطتهم. فضلاً عن وجود تراخٍ على الصّعيد القانوني، في التحرّك تجاه هذا النوع من الملفات".

 

حرب صليبية

ورأى المصدر أنه "كان لا بدّ من وضع حدود قانونية لصحيفة "شارلي إيبدو"، أو فرض ضغوط عليها، منذ وقت طويل، إذ لا بدّ من جَعْل ممارسة الحرية والديموقراطية والعلمَنَة مُنسجِمَة مع مصالح فرنسا الخارجية. فـ "القاعدة"، وتنظيمات متطرّفة أخرى غيرها، تستغلّ ما جرى في فرنسا لتبرّر استعادة نشاطها حالياً. وهذا مشهد خطير، يُظهِر وكأنه لا بدّ من إعلان حرب صليبية في وجهه".

وأضاف:"ألمانيا من أهم الدول الإستخباراتية حول العالم، وهي تضبط عمل الصُّحُف الألمانية وتضحّي بالديموقراطية أحياناً، إذا كانت مصلحة برلين تقتضي ذلك. كما أنها تتحرّك فوراً لضبط كل ما تحوم الشكوك حول أنه يحمل بصمات متطرّفة. وفي الولايات المتحدة الأميركية أيضاً، ورغم كلّ ما يُحكى حالياً عن انتشار الأسلحة بين الناس، إلا أنه يوجد 17 جهازاً إستخباراتياً، يرصد كلّ تنفُّس، وهو ما لا يسمح بأنشطة إرهابية تنظيمية على نطاق واسع، كما هو الحال في فرنسا مثلاً".

 

ستساعده

وأكد المصدر أن "اليونان لطالما تمكّنت ولا تزال، من الصّمود أمام إرهاب واستفزازات تركيا، على مدى سنوات وسنوات، لكَوْنها تضرب كل نشاط إرهابي في داخلها فوراً، وبلا أي ضجّة إعلامية. وهذا شديد الأهميّة، ولا بدّ لفرنسا من أن تنتهج النّهج نفسه لتنجح".

وتوقّع أن "يتّجه ماكرون الى تقوية علاقاته مع دول عربية مثل السعودية، للخروج من هذه المشكلة، لا سيّما أن تلك الدّول ستساعده في النهاية انطلاقاً من أن تجييش المسلمين حول العالم بعد الرسوم الكاريكاتورية ليس أكثر من طبخة تركية، تريد تثبيت رئاسة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على العالم الإسلامي، كمدافع أوحد عن الرّسول. ولكن الدول العربية السنيّة هي صاحبة العدد الديموغرافي الإسلامي الأكبر، وهي التي ستساعد فرنسا لقَطْع الطريق على أردوغان".

وختم:"أجرى ماكرون مقابلة مع قناة "الجزيرة"، شكّلت له نصف نجاح. وهو سيقوم بمبادرات تجاه المسلمين مستقبلاً تسهّل تخفيف الأزمة، التي ستتراجع في سلّم الأولويات الدولية في المرحلة القليلة القادمة، لصالح اهتمامات دولية أخرى".