المصدر: Kataeb.org
الكاتب: جولي مجدلاني
السبت 16 آب 2025 08:33:59
لم يمضِ الوقت طويلًا حتى اكتُشفت ملامح وأهداف زيارة أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي لاريجاني لبنان، فبعد 3 أيام لا أكثر أطل أمين عام حزب الله نعيم قاسم على اللبنانيين وأنصاره مبشرًا بحرب كربلائية ومهددًا بأن لا حياة للبنان في حال مضت الحكومة في خطتها لحصر السلاح بيد الدولة.
الهدف إذًا من زيارة لاريجاني بات واضحًا وهو تحريك الأذرع الايرانية في المنطقة لتعزيز شروط التفاوض مع واشنطن بالملف النووي، وتاليًا إرسال إشارة للدولة اللبنانية الى أن النظام الايراني هو المسؤول عن سلاح الحزب وهو من يقرر بملف تسليمه.
موقف قاسم بعد زيارة لاريجاني سبقه تحريض بشكل مكثف وتعبئة شعبية في الاسبوعين الأخيرين رفضاً لقرار الحكومة، فضلًا عن استحضار عمليات الحزب في السنوات السابقة وخطابات الامين العام السابق حسن نصرالله من خلال بث الفيديوهات على مواقع التواصل الاجتماعي لما في ذلك من لعب على العواطف والمشاعر وتغيير مزاج الجمهور.
إلا أنه غاب عن قاسم بأن الاملاءات الايرانية لم تعد تفيد اليوم فقرار حصر السلاح بيد الدولة اتخذ ولا رجوع عنه بدعم غالبية اللبنانيين والقوى السياسية في المجلس النيابي، ونتيجة لذلك فإن قاسم بمواقفه هذه يقف ضد المصلحة الوطنية العليا التي تحظى بإجماع لبناني كبير ويهدد الامن القومي.
وتتساءل أوساط متابعة عبر Kataeb.org عن سبب شيطنة أمين عام الحزب الحكومة ورئيسها واتهامها بالتقصير، في حين أنه هو من أتى بالاحتلال الى لبنان لاسيّما في التلال الخمس بفضل قراره الخنفشاري بدخول الحرب ومساندة غزة.
وتستغرب المصادر في هذا السياق أن في ظل انتقاد الشيخ نعيم للحكومة إلا أنه لا يزال وزراءه يشاركون في كل الجلسات فضلًا عن تجديد الثقة بها عند طرحها في إحدى الجلسات النيابية، دون الاشارة الى أنه وافق على بنود اتفاق وقف إطلاق النار وخطاب القسم والبيان الوزاري الذي يؤكد على حصرية السلاح بيد الدولة اللبنانية.
واعتبرت عبر موقعنا أن سلاح الحزب لم يكن يومًا ضمانة للبنان، مؤكدة أن سكيزوفرينيا الحزب يجب أن تتوقف سريعًا.
خروج قاسم عن طوره ونقضه لكل الاتفاقات التي وافق عليها مسبقًا تضع لبنان مجددًا في عين العاصفة بدعم إيرانيّ منقطع النظير، إذ وجّه وزير الدفاع الاسرائيلي يسرائيل كاتس رسالة مباشرة للرئيس العماد جوزاف عون، تقول: "نعتبرك والحكومة اللبنانية المسؤول المباشر عن تطبيق سيادة لبنان والحفاظ على اتفاق وقف إطلاق النار. لن نعود إلى واقع السابع من أكتوبر، وسنواصل العمل بقوة ضد أي انتهاك".
والسؤال الاهم اليوم: هل ستبقى إيران بعيدة عن الواقع وفي حالة إنكار للواقع الجديد في المنطقة ولبنان خصوصًا؟