"شتاء ساخن"... تدريبات للجيش الإسرائيلي عند الحدود الشمالية لتحسين الجهوزية العسكرية والقتالية

بدأ الجيش الإسرائيلي الأحد، تدريبات عسكرية على الحدود الشمالية يشارك فيها 13 ألف عنصر، بحسب ما ذكرت الإذاعة الإسرائيلية. في وقت حذر فيه جنرالات سابقون من تداعي الجيش بسبب فقدان حافز العنصر البشري.

 

وبينّت الإذاعة أن التدريبات ستشمل 8000 جندي من القوات النظامية، وخمسة آلاف من جنود الاحتياط، وتهدف التدريبات إلى تحسين الجهوزية العسكرية والقتالية في وحداته.

 

إلى ذلك، أطلق الجيش الإسرائيلي الاحد، تدريباً مشابهاً على الحدود الجنوبية في قطاع غزة من دون تبيان حجم القوات المشاركة فيه. وتأتي هذه التدريبات في وقت يضطر الجيش إلى الاستمرار في دفع مزيد من القوات النظامية والاحتياط لعملياته العدوانية المتواصلة في الضفة الغربية ، كما واستمراره في إطلاق وحدات حرس الحدود في محيط مدينة القدس.

وأوضح المتحدث العسكري الإسرائيلي بأن المناورة على جبهة غزة التي ستستمر حتى ساعات المساء، وخطط لها مسبقاً، وذلك لرفع الكفاءة والجهوزية لدى قوات الجيش.

 

وعلى الجبهة الشمالية، قال الناطق باسم الجيش الإسرائيلي في بيان إن المناورة تحمل اسم "شتاء ساخن"، وتهدف لتعزيز جاهزية قواته على الجبهة الشمالية.

 تداعي الجيش

في السياق نفسه، كشفت أوساط عسكرية في الجيش الإسرائيلي، ما اعتبرته صورة "قاتمة" عن وضع الجيش من الداخل، من حيث التدهور الشديد في جاهزيته، في ضوء جملة من القرارات التي اتخذتها قيادته في السنوات الأخيرة، وتسببت بهذا التراجع غير المسبوق في كفاءته التأهيلية، من حيث تراجع كفاءة الجنود، وانخفاض الحافز للخدمة العسكرية بشكل دائم.

وقال الجنرال يتسحاق بريك، قائد الكليات العسكرية الأسبق إنه "وضع يده على أهم القرارات التي خلقت فجوات لا يمكن سدها بين القوات العاملة، ومنها تقصير مدة الخدمة العسكرية ومدة التدريب، ما أسفر عن ضحالة مهنية ونقص عدد الجنود في القوات القتالية ومواقع الدعم القتالي، فضلاً عن انعدام الأمن الوظيفي، عقب طرد الجيش لمعظم الضباط لأسباب إدارية غير مقنعة، ما تسبب بأضرار لا تحصى، وما زالت تتعمق حتى يومنا هذا".

وأضاف في مقال نشره موقع "ميدا" أن "الضباط والجنود لم يعودوا مستعدين للخدمة في صفوف الجيش لفترة طويلة، بل قرروا العودة لبيوتهم".

ونقل عن "رئيس شعبة الأفراد السابق إيتمار رايخيل، أنه بحلول 2026 ستفقد القوات الجوية 55 في المئة من خبرتها المهنية، أي أن الضرر طويل الأمد سيتجلى في أهم مورد وهو القوة البشرية، بمن فيهم ميكانيكيو الطائرات، ومراقبو وحدات التحكم، وفنيي الأنظمة الخاصة، ومخططو المهام، وأعمارهم 35-45 عاماً ولا يمكن الاستغناء عنهم، وبحلول 2025 سيغادر نصفهم ويتركون خلفهم عديمي الخبرة، ما يعني وصول سلاح الجو لمستوى من الضعف ونقص في الطاقم لم نشهدها من قبل".

وزعم بريك أن "الظاهرة التي تحدث عنها رايخيل موجودة في جميع الفروع الأخرى للجيش، وليس فقط بسلاح الجو، ما يكشف أن القرارات غير الصحيحة التي اتخذها كبار قادة الجيش أسفرت عن أخطاء وأضرار جسيمة وهو ما كشفه مدقق حسابات الجيش إيلان هراري، الذي أكد أن الثغرة الرئيسية في العنصر البشري للجيش تمثل ضرراً كبيراً لجودة القيادة في الجيش، تتمثل بفقدان ثقة الجنود بالجيش".