المصدر: النهار
الكاتب: عباس صباغ
الأربعاء 26 تشرين الثاني 2025 07:26:41
ما أبرز الاغتيالات التي نفذتها تل أبيب في الضاحية الجنوبية لبيروت، ولا سيما منذ مطلع 2024؟ وكيف ردّ "حزب الله" عليها؟
لم تكن الغارة على منطقة حارة حريك الأحد الفائت واغتيال القيادي العسكري في الحزب هيثم الطبطبائي ورفاقه، الأول من نوعه على الضاحية الجنوبية لبيروت، فقد سبق ذلك سلسلة اغتيالات إسرائيلية في منطقة يتمتع فيها "حزب الله" بنفوذ كبير.
الفترة الزمنية السابقة لحرب تموز 2006 شهدت أكثر من عملية اغتيال باستخدام السيارات المفخخة كما حدث في منطقة صفير عام 1994، أو بعبوات ناسفة وضعت تحت سيارات، ومنها ما شهدته منطقة الكفاءات في آب 2003 عندما اغتيل القيادي علي صالح، وفي حي معوض باستهداف القيادي غالب عوالي، ومن ثم اتخذ الأمر منحنى مختلفاً في كانون الأول 2013 مع الوصول إلى القيادي والخبير في المسيّرات حسان اللقيس. وردّ الحزب على اغتيال صالح بتنفيذ عملية في مزارع شبعا المحتلة وقتل مستوطن في مستوطنة شلومي جراء سقوط أجزاء من صواريخ أطلقها في اتجاه الطائرات الإسرائيلية، وهاجم في 20 تموز موقعاً إسرائيلياً، ما أدى إلى سقوط قتيلين.
بين 1994 ونهاية 2023 لم تنفذ تل أبيب أيّ غارات بهدف الاغتيال في الضاحية الجنوبية لبيروت.
تبدّلت الأمور مطلع 2024، وتحديداً في الثاني من كانون الثاني عندما اغتالت إسرائيل القيادي في حركة "حماس" صالح العاروري ورفاقه الستة في غارة على مبنى قبالة حي معوض، باستخدام صواريخ دقيقة وخارقة. لكن الاستهداف الأبرز كان في 30 تموز عندما نالت من أرفع قيادي عسكري فؤاد شكر (السيد محسن) في حارة حريك.
وردّ الحزب على الاستهدافين بقصفه قاعدة ميرون الجوية، وإطلاق 340 صاروخا وعدد من المسيّرات الانقضاضية مستهدفا مراكز عسكرية بينها مقرّ الوحدة 8200 الاستخبارية في تل أبيب.
لم يمرّ شهران على اغتيال شكر حتى كانت الغارة الأعنف على الضاحية الجنوبية وتحديداً على منطقة الجاموس، حيث دمّرت الطائرات الحربية مبنى سكنياً من 8 طبقات على ساكنيه، ما أدى إلى استشهاد أكثر من 45 مدنياً، وكذلك أدت الغارات إلى اغتيال المسؤول العسكري إبرهيم عقيل و19 قيادياً في "قوة الرضوان".
مثّل ذلك الاغتيال منعطفاً بالغ الخطورة لتكرّ بعده السبحة. وبعد أقلّ من 72 ساعة أغارت الطائرات على مبنى سكني في بئر العبد، ما أدى إلى إصابة 6 أشخاص بينهم القيادي علي كركي (أبو الفضل).
في 24 أيلول كانت الغبيري على موعد مع هدف جديد هو القيادي إبرهيم قبيسي، وبعد أقل من 48 ساعة نُفّذت عملية جديدة في منطقة القائم استهدفت القيادي محمد سرور.
لم يطوِ أيلول أوراقه حتى كانت المفاجأة الأكبر على الإطلاق باستهداف الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله وعدد من القياديين، بينهم كركي الذي سبق أن نجا من محاولة اغتيال مساء الجمعة في 27 أيلول. الاغتيال الصادم تمّ باستخدام 83 طناً من الصواريخ الخارقة للتحصينات في منطقة حارة حريك. وقبل الإعلان رسمياً عن استشهاد السيد وعدد من قياديي الحزب، اغتيل عضو المجلس المركزي نبيل قاووق في غارة على منطقة الشياح.
وبعد أقل من أسبوع تكرر السيناريو الصادم في منطقة المريجة باستهداف رئيس المجلس التنفيذي السيد هاشم صفي الدين ليل الخميس - الجمعة في 3-4 تشرين الأول بغارات استخدمت فيها 73 طناً من الصواريخ الذكية الخارقة للتحصينات.
بعد اغتيال معظم قادة الحزب في فترة قصيرة جداً، جاء الرد باستهداف مستوطنات مواقع عسكرية.
أما الاغتيال الأول في الضاحية بعد بدء سريان اتفاق وقف النار فكان في مطلع نيسان الفائت باستهداف القيادي حسن بدير ونجله في غارة على مبنى سكني في حي ماضي في الضاحية، فيما كان اغتيال الطبطبائي الثاني من نوعه بعد 27 تشرين الثاني 2024.
في المحصلة، تكون تل أبيب قد نفذت 10 عمليات داخل الضاحية الجنوبية من خلال استخدام الطائرات الحربية والمسيّرة في الفترة الممتدة من مطلع 2024 إلى 23 تشرين الثاني الحالي.