المصدر: Kataeb.org
السبت 15 شباط 2025 00:34:46
أوضح الأستاذ والمؤرخ الدكتور شليطا بو طانيوس عبر قناة "الجديد" الجدلية القائمة عن أن الموارنة يتحدّرون من سوريا، مقدمًا حقائق تاريخية عن الموارنة في لبنان، قائلا: "هذا موضوع جدلي خصوصًا أننا في أسبوع مار مارون ، وكل فترة يطرح السؤال عن أصل الموارنة وهل هم من سوريا أم لا؟ "
وشرح: "للحقيقة التاريخية ما من أحد قادر على نزع أحد من لبنان خصوصًا الماروني المتجذّر فيه، فالماروني سكن هذه الجبال منذ آلاف السنين، لافتًا إلى أن هناك سردية تقول إن الماروني امتداده التاريخي من ايام الكنعانيين مرورًا بالآرامي السرياني وصولًا للمرحلة التي وصلنا اليها."
وتابع: "المارونيون هم الشعب المتجذّر بلبنان انطلاقًا من الحقبات التاريخية القديمة حتى ما قبل المسيح أيام الفينيقيين، واستمروا بوجودهم على الأرض إلى حين وصول المبشّرين بخاصة تلاميذة مار مارون، اي ابتداءً من القرن الخامس، إنما المفارقة أنّ سكان لبنان الذين هم فينيقيون كنعانيون آراميون سريان، سكنوا هذه الأرض، وقسم كبير منهم اعتنق الديانة المسيحية حتى في جبل لبنان عندما أعلن الأمبراطور قسطنين ان هذه الديانة معترف بها حيث اعتنق قسم كبير من سكان الجبل المسيحية والدليل ان في منطقة افقا يوجد هيكل وثني تحوّل الى كنيسة للسيدة العذراء، وان عدنا الى القرنين الاول والثاني كل منطقة الساحل اللبناني اصبح فيها انتشار مسيحي وأبرشيات".
وقال: "كل المؤرخين والمطلعين على المصادر التاريخية ليس لديهم شك ان اصل الموارنة لبناني، انما خلال فترة الوجود السوري تم الترويج لهذه الفكرة لتبرير "اننا شعب واحد في بلدين"، حتى ما بعد 2005 وتحديدا في 2008 عندما زار رئيس التيار الوطني الحر ميشال عون سوريا وكي يمهد للرئاسة خرج مناصرو التيار وإعلامه وبثّ انه يريد العودة الى الجذور"، مشددا على ان مار مارون كان يعيش في "افاميا" حيث لم يكن انذاك يوجد مصطلح بلد لبنان او بلد سوريا، فقبل ال1920 لم يكن يوجد لبنان الذي نعرفه اليوم، و"افاميا" تقع ضمن الاراضي السورية وتابعة لأبرشية انطاكيا، وللتاريخ لو لم يحصل تعديلات على الخريطة لكانت هذه المنطقة ايضا لحقت بانطاكيا.
واكد ان السبب للقول ان الموارنة من سوريا ليس من اجل حماية الاقليات، فلقد ظهر ان هذه النظريات كلها ساقطة وما من احد يحمي المسيحيين غير المسيحيين وما من احد يحمي الموارنة الا الموارنة، والدليل ان موارنة سوريا او ما يعرف بأتباع مار مارون عندما اضطهدوا لجأوا الى لبنان.
ورأى ان مصطلح "بلاد الشام" سياسي، والأصح يجب تسميته "سوريا الرومانية" لأن المنطقة كلها كانت خاضعة للرومان في تلك الفترة، ومنطقة جبل لبنان كان لديها استقلال ذاتي.
وقال: "الدعوة المارونية وصلت بواسطة ابراهيم الكورشي الذي أتى كي يبشّر منطقة "جبة المنيطرة" اي جرود جبيل وكسروان، فهو سكن منطقة افقا وبدأ بصنع العجائب وشفاء المرضى وساعد الناس، واكرامًا لشخصه اعتنق سكان هذه الارض الذين كانوا وثنيين الديانة المسيحية والفكر الماروني، وآنذاك لم يكن هناك كنيسة مارونية فهي بدأت في اواخر القرن السابع مع البطريرك يوحنا مارون، وتكريمًا لابراهيم الكورشي جرى تغيير اسم النهر من نهر أدونيس الى نهر ابراهيم وبالوقت نفسه ذهبوا من منطقة جبة بشري الى القديس سمعان العمودي الذي هو من اتباع مار مارون وصل لهم وقدّم لهم الماء المقدسة لانهم عانوا من مهاجمة الحيوانات المفترسة."
وختم حديثه بالقول: "نحن بحاجة الى كتاب تاريخ جديد وان كانت هناك ارادة فمن المؤكد سيكون لدينا كتاب للتاريخ، وآمل ان يترجم ذلك على الارض".
هل مار مارون سوري أم لبناني؟ الدكتور شاليطا بو طانيوس يجيب: ما حدا بيقدر يشيل المورانة من لبنان#الجديد #سيرة_وكملت pic.twitter.com/Caa86KPMG9
— AL Jadeed Tv (@AlJadeed_TV) February 14, 2025