المصدر: وكالة الأنباء المركزية
الكاتب: يوسف فارس
السبت 29 تموز 2023 13:04:11
لم يمنح الاجتماع الخماسي في الدوحة الدفع اللازم للمساعي الفرنسية الرامية الى ملء الشغور الرئاسي وحل الازمة اللبنانية، وتحديدا لمهمة موفدها الرئاسي الى بيروت الدبلوماسي العريق والوزير السابق جان ايف لودريان، انما وبحسب المعطيات المتوافرة فهو عمد فقط الى اعلان رعايته لها في وقت تحاول باريس ايجاد صيغة معدلة لمبادرتها التي فقدت محركها الاساسي المفترض، بعدما بات احتمال حصول حوار داخلي برعاية خارجية منعدم الحظوظ في غياب الدعم السعودي والاميركي للطرح، مع ادراك الاليزيه ان فكرة الحوار التي جربتها سابقا وصلت الى حائط مسدود من دون تغطية اقليمية ودولية. وبغياب الضغط من قبل الرياض وواشنطن لن تستطيع باريس بسهولة اقناع المعارضة بتلبية دعوة مماثلة. في المقابل فان تراجعها عن التمسك بمبادرة السلة (رئيس حمهورية ورئيس مكلف وحكومة ) يضعها ايضا في مواجهة مع الثنائي الشيعي وخصوصا حزب الله غير القابل بتقديم اي تنازل بعدما بات واضحا ضعف الدور الفرنسي الذي سمح لقوى الخماسية بأن تستغله ولم تقدم اي شيء ملموس لدعمه. وبدل قيامه بالمواجهة اعتراضا على استهداف دوره اختار كما العادة التراجع خطوة الى الوراء. والان يبدو حائرا لا يعرف ماهية الخطوة المقبلة الداعية الى التشاور في ايلول حول شخص الرئيس وبرنامج عمله واذا ما سنجد انفسنا امام فراغ مفتوح على كافة الاحتمالات.
رئيس حزب الوطنيين الاحرار النائب كميل شمعون يقول لـ "المركزية" ان الدور الفرنسي بات عديم الفاعلية بعد اخفاقاته السابقة على الساحة اللبنانية وتحوله الى طرف بتبنيه مرشحا دون اخر من المرشحين الرئاسيين قبل ان يتراجع. اضافة فهو لم يلق الاستجابة او الدفع المطلوب من قبل دول اللجنة الخماسية لاستكمال مهمة موفده الى لبنان جان ايف لودريان الذي عاد ثانية من غير ان يحرز تقدما ومكتفيا بدعوة الى التشاور في ايلول.
ويتابع: في كل حال ان لم تتوفر النية والارادة لانتخاب رئيس للجمهورية وايجاد حل للازمة اللبنانية عبثا تحاول فرنسا وكل العالم، ذلك لان الحل في لبنان وبين ايدينا لنطبق الدستور ونذهب لانتخاب الرئيس اذا كنا حقا متمسكين بالطائف ولا نريد تعديله وتحقيق مكسب لهذه الطائفة وذاك الفريق على ما قال الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله. الدولة هي الضامن والحامي للجميع وليس رئيس الجمهورية وهذه قناعة الغالبية من الاخوة الشيعة التي بدأ الاعتراض يتسع في صفوفها على مواقف الحزب ويترجم بالاشتباكات على الارض في الضاحية والجنوب . لذا استطيع القول ان مشكلة الثنائي هي اليوم مع بيئته وليست مع الاخرين. يدعون الى الحوار وما من تصريح لنواب الحزب وقياداته الا ويتضمن دعوة الى الحوار. اذا كانوا فعلا يريدون رئيسا للجمهورية لنطبق الدستور ونبقي على جلسات المجلس النيابي مفتوحة لحين فوز احد المرشحين... هناك من يدفع البلد الى الانهيار الشامل. الفراغ يتتالى في المؤسسات، بالامس الرئاسة واليوم الحاكمية وغدا قيادة الجيش وما بينهما من دوائر وقطاعات تفرغ من موظفيها ويتم تعطيلها الواحدة تلو الاخرى حتى لم يعد هناك من ادارة عاملة في الدولة. في رأيي نحن ذاهبون الى ابعد من اللامركزية والفدرلة وهناك من يدفع الى ذلك.