المصدر: Kataeb.org

The official website of the Kataeb Party leader
الأربعاء 26 شباط 2025 16:23:45
وافقت أوكرانيا على بنود اتّفاق مع الولايات المتحدة لاستغلال ثرواتها المعدنية، قد يوقّعه الجمعة الرئيس فلاديمير زيلينسكي خلال زيارة يقوم بها إلى واشنطن، في حين يجتمع الأوروبيون الأربعاء عبر الفيديو لبحث احتمال إعلان هدنة في النزاع مع روسيا المستمر منذ ثلاث سنوات.
وردّاً على سؤال الثلاثاء بشأن التوقيع، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب "سمعت أنّه سيأتي يوم الجمعة. هذا أمر جيّد بالنسبة لي بالتأكيد. إنّه يرغب في التوقيع معي، وأنا أفهم ذلك... إنّها صفقة كبيرة، صفقة كبيرة جدّاً".
ونفلت "فوكس نيوز" عن المتحدّثة باسم البيت الأبيض إن "الرئيس منفتح على الصفقة إذا أراد زيلنسكي القدوم للبيت الأبيض لتوقيعها"، مضبفة: "الصفقة ستخلق شراكة مع شعب أوكرانيا الذي يحتاج لإعادة بناء بلده".
وأضافت: "صفقة المعادن مع كييف حيوية لأمننا وتساهم باستعادة أموال دافعي الضرائب".
وقد أعرب الرئيس الأوكراني الأربعاء عن أمله في زيارة واشنطن الجمعة ولقاء ترامب للتوصّل إلى الاتّفاق وبحث معه مسألة المساعدات المستقبلية لبلاده.
وقال زيلينسكي للصحافيين في كييف "أود بشدّة القيام بهذه الزيارة"، مشيراً إلى أنّ الموعد المبدئي لزيارة واشنطن هو الجمعة، ومضيفاً أنّه سيسأل ترامب إن كان سيوقف المساعدات الأميركية المستقبلية لأوكرانيا.
وطلب ترامب من أوكرانيا أن تمنح بلاده حق استغلال ثرواتها المعدنية تعويضاً عن مساعدات بمليارات الدولارات تلقتها خلال عهد سلفه جو بايدن.
وقال مسؤول أوكراني لوكالة "فرانس برس" طلب عدم كشف هويته إن الاتّفاق سيتضمّن قيام الولايات المتحدة بتطوير ثروات أوكرانيا من المعادن النادرة، مع ذهاب الإيرادات إلى صندوق "مشترك بين أوكرانيا والولايات المتحدة" جرى إنشاؤه حديثاً.
وأضاف أن أوكرانيا مستعدّة للتوقيع بعد أن وافقت واشنطن على "حذف كل البنود التي لا تناسبنا، خصوصاً تلك المتعلقة بمبلغ 500 مليار دولار" كان من المفترض أن تجنيها الولايات المتحدة من المعادن بحسب ترامب.
وطلبت أوكرانيا ضمانات أمنية من الولايات المتحدة كجزء من الاتّفاق. وقال المصدر إن مسودّة الاتفاق تتضمّن إشارة إلى "الأمن" لكنّها لا تحدّد بشكل صريح دور الولايات المتحدة.
وقبل احتمال التوقيع الجمعة على الاتّفاق، يجتمع قادة الدول السبع والعشرين الأعضاء في الاتحاد الأوروبي عبر الفيديو الأربعاء للاطلاع على أهم ما دار في الاجتماع الذي ركّز على أوكرانيا بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ودونالد ترامب الإثنين في واشنطن.
ويأمل حلفاء كييف في نقطة تحوّل بعد أكثر من ثلاث سنوات من الحرب، مع التحذير من دفع أوكرانيا إلى "الاستسلام" بعد أن تناول اجتماع واشنطن إعلان هدنة قصيرة الأمد والحصول على موافقة روسيا على دور أوروبي في تسوية النزاع.
وتصر روسيا التي تسيطر على 20% من أراضي أوكرانيا على أنّها لن توقف الحرب إلا في حال التوصّل إلى نتيجة مرضية لها عبر مفاوضات السلام. وهي تطالب على وجه الخصوص بأن يتخلّى الأوكرانيون عن الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي وأن يتنازلوا عن 5 مناطق تحتلها بالكامل أو جزئياً.
تفاصيل إضافية...
إلى ذلك، كشف رئيس الوزراء الأوكراني دينيس شميهال عن تفاصيل مسودّة الاتفاقية قائلاً إن صياغتها أظهرت أن واشنطن تدعم جهود كييف للحصول على ضمانات أمنية، من دون أن يقدّم تفاصيل عن هذه الضمانات.
وقال في حديثه للتلفزيون الأوكراني إن بلاده لن توقّع على "اتفاقية المعادن النادرة" مع واشنطن من دون ضمانات أمنية، لكنّه شدّد على أن الاتّفاق ينص على أن "حكومة الولايات المتحدة تدعم جهود أوكرانيا للحصول على الضمانات الأمنية اللازمة لبناء سلام دائم".
وأضاف أن الاتّفاق الأولي ينص أيضاً على إنشاء "صندوق استثماري" لإعادة إعمار أوكرانيا.
وأوضح رئيس الوزراء الأوكراني أن كييف وواشنطن ستديران الصندوق "على قدم المساواة"، مؤكّداً أن الولايات المتحدة تدعم جهود أوكرانيا للحصول على ضمانات أمنية.
وختم: "لن يفكّر الرئيس الأوكراني ولا الحكومة الأوكرانية في التوقيع على الصفقة من دون ضمانات أمنية لأوكرانيا".
وشدّد على أن أوكرانيا تريد أن تستند مثل هذه الضمانات الأمنية إلى "خطّة السلام" التي وضعها زيلينسكي العام الماضي، والتي تتضمّن "عضوية الناتو أو ضمانات أمنية قوية أخرى" لأوكرانيا.
وأردف: "بعد أن يتفق الرئيس الأوكراني والرئيس الأميركي على الضمانات الأمنية، والاتفاق على كيفية ربط هذه الاتفاقية الأولية بالضمانات الأمنية من الولايات المتحدة لبلدنا، بحضور (كلا) الرئيسين، سيوقع ممثل عن الحكومة الأوكرانية هذه الاتفاقية الأولية".
وختم :"الحكومة الأوكرانية ستجتمع في وقت لاحق الأربعاء لمراجعة نص الاتفاق الأولي والمصادقة عليه".
"موقف متوازن"
منذ المكالمة الهاتفية بين دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتن في 12 شباط/فبراير، يحاول الأوروبيون الخروج بموقف موحد بعد استبعادهم من الاتصالات بين واشنطن وموسكو.
وأكّد ماكرون خلال محادثاته في البيت الأبيض ضرورة تقديم "ضمانات أمنية" تردع روسيا عن شن هجمات في المستقبل.
في هذه الأثناء، ظهرت الخلافات بين الأوروبيين والأميركيين إلى العلن على نحو صارخ في الأمم المتحدة عندما صوتت الولايات المتحدة إلى جانب روسيا وكوريا الشمالية ضد قرار يدعم أوكرانيا وسلامة أراضيها.
وشكل ذلك فرصة للكرملين للترحيب، على لسان المتحدّث باسمه دميتري بيسكوف، الثلاثاء بالموقف "الأكثر توازناً" للولايات المتحدة، في غياب أي "مؤشر على التوازن" لدى الأوروبيين.
"خلال أسابيع"
حاول ماكرون الإثنين التأثير على موقف ترامب، كما سيفعل رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر الخميس.
وقال زيلينسكي مساء الثلاثاء "نقدّر لشركائنا استعدادهم ليس فقط لمواصلة دعمهم لبلدنا وشعبنا، بل وزيادته أيضاً".
منذ وصوله إلى السلطة في 20 كانون الثاني، أجرى الملياردير الجمهوري تحوّلاً جذرياً في السياسة الأميركية تجاه أوكرانيا التي هاجم رئيسها وحمله مسؤولية اندلاع الحرب.
وذهب ترامب إلى حد الحديث عن "عمليات تنمية اقتصادية كبرى" محتملة مع روسيا التي أكدت الثلاثاء وجود "إمكانات واسعة" للتعاون مع واشنطن لتطوير الاحتياطيات الكبيرة من المعادن الاستراتيجية في روسيا وفي الأراضي الأوكرانية المحتلة. وقال ترامب الإثنين إن الحرب في أوكرانيا قد تنتهي "خلال أسابيع".
ومن المقرّر عقد اجتماع جديد بين الدبلوماسيين الروس والأميركيين في نهاية الأسبوع، وفقاً لما أعلنته موسكو، بعد اجتماع 18 شباط في المملكة العربية السعودية بين وزيري الخارجية سيرغي لافروف وماركو روبيو.
في هذه الأثناء، تعمل المملكة المتحدة وفرنسا على خطة لنشر قوة أوروبية في أوكرانيا بمجرد التوصّل إلى اتفاق سلام لردع روسيا عن شن هجوم جديد.
وفي المقابل، يتطلّع البلدان إلى الحصول على "ضمانات أمنية قويّة" من الولايات المتحدة. وقال ترامب الاثنين إن بوتين سيقبل بمثل هذا السيناريو.
في السياق، أكّدت رئيسة الحكومة الإيطالية جورجيا ميلوني أنّ أي اتّفاق سلام في أوكرانيا يجب أن يتضمّن "ضمانات أمنية" يتم "تنفيذها في سياق حلف شمال الأطلسي (الناتو)".
وقالت ميلوني في بيان للصحافة في روما، إنّ السلام في أوكرانيا "يمكن أن يتحقّق فقط إذا مُنحت كييف ضمانات أمنية مناسبة، للتأكد من أنّ ما شهدناه على مدى السنوات الثلاث الماضية لن يتكرّر... ويجب تقديم هذه الضمانات الأمنية في إطار الناتو".