صفير: هناك من يحاول تغيير صورة لبنان وعلى ميقاتي مد اليد للقطاع الخاص لانه الحل الوحيد لانقاذ البلد

أكد الخبير الاقتصادي وعضو المكتب السياسي في حزب الكتائب د.ناجي صفير ان الموسم السياحي هذا العام جيّد مع قدوم المغتربين لقضاء الصيف خصوصًا مع تراجع قيود كورونا عالميًا، مضيفًا:" ولكن مقارنةً مع الارقام التي كان يحققها لبنان قبل الازمة الاقتصادية والسياسية فلا زلنا بعيدين كثيرًا عنها".

ولبرنامج "مش فالين" عبر صوت لبنان 100.5، علّق صفير على طلب وزير السياحة من وسائل الاعلام عدم نشر الاخبار السلبية عن لبنان، قائلا:" الاعلام لا يختلق الاخبار إنما ينقلها وبالتالي على السياسيين عدم اظهار "وساختهم" في السياسة وخلق أحداث تخل بالامن السياسي والاجتماعي وبالتالي هذه المقاربة خاطئة، من جهة أخرى وبالرغم من وجود النية الحسنة كان الاجدى بوزارة السياحة الاتجاه نحو الترويج للبنان عبر مواقع التواصل الاجتماعي بدل صرف الاموال على لوحات الاعلانات الموجودة في الداخل اللبناني في حين أن الحملة تتوجه الى من هم في الخارج، كما ان السياحة الداخلية التي تستهدف المقيم لا تحتاج الى اعلانات لان اللبناني بات يعتمد على هذا النوع من السياحة منذ ثلاث سنوات لانه حُرم من السفر للخارج، أما البعض الآخر لم يعد باستطاعته حتى القيام بالسياحة الداخلية بسبب القهر الاقتصادي الذي تعرض له وتراجع قدرته الشرائية بالرغم من أن السياحة باتت أرخص مما كانت عليه في السابق لجهة الكلفة".

واشار الى ان السياحة الداخلية تؤثر إيجابًا على قطاع المطاعم ولكنها غير مفيدة لقطاع الفنادق.

وردًا على سؤال حول جنسية السياح، قال:" يجذب لبنان عادةً السائح الخليجي والعربي في موسم الصيف وبين عيدي الميلاد ورأس السنة، أما السائح الاوروبي ومن هو في سن التقاعد فيزور البلد بين تشرين الاول وأيار، من جهة أخرى هناك اليوم اسواق جديدة يجب ان تنفتح على لبنان مثل السوق الصيني والروسي".

وتابع:" اما لجهة قيمة الاستهلاك اليومي، فالخليجي يأتي في المرتبة الاولى لتتراجع النسبة مع الجنسيات الاخرى، أما السياح العراقيين فيتحلون النسبة الاعلى من الجنسيات التي غطت فراغ السوق ولكن قدرتهم الشرائية منخفضة جدا ولا تعوّض خسارة السوق الخليجي".

واعتبر انه اذا بقيت طريقة معالجة ومقاربة الملف السياحي بهذه البساطة فلن يبقى لبنان الوجهة المفضلة للسياحة في الشرق الاوسط خصوصًا مع دخول السياسة الى القطاع اضافة الى التهديد الامني ومدخل مطار بيروت الذي لا يشبه اي مدخل مطار لاي بلد سياحي.

واضاف:" اما البنية التحتية اللبنانية كالمياه والطرقات والكهرباء والانترنت، فهي طبعًا غير جاهزة لاستقبال هذا العدد الكبير من السياح".

وعن دولرة فواتير المؤسسات السياحية، قال:" دولرة الاقتصاد امر غير جيد ولكن تحميله للقطاع السياحي هو تجنٍ، في وقت هو الرافعة الاساسية للاقتصاد على المدى القصير". وتابع:" يعاني القطاع السياحي من مشكلة كبيرة أيضًا وهي كلفة الطاقة، واذا لم تقارب الدولة هذه المشكلة في هذا الموسم لن تستطيع ادخال المليارات التي تحتاجها".

واشار الى ان القطاعات اللبنانية لا يمكنها تقديم نفس جودة الخدمات التي كانت تقدمها في السابق بسبب الازمة المالية، لافتًا الى ان العامود الرئيسي لقطاع السياحة هو العامل البشري ذات الخبرة الذي خسره لبنان بانسحابه الى الخارج للبحث عن امكانية للعيش، ومن بقي في لبنان لا يملك هذه الخبرة لذلك فإن هجرة اليد العاملة الجيدة ادت الى تراجع الجودة اضافة الى انخفاض المدخول 70%.

واعتبر ان خطة التعافي الاقتصادي المطروحة فارغة من التعافي، داعيًا الرئيس المكلف نجيب ميقاتي الى مد اليد للقطاع الخاص لانه الحل الوحيد لانقاذ البلد.

وشدد على ان القطاع السياحي يخسر وأكبر مثال على ذلك اقفال اكثر من 40% من فنادق لبنان، مشيرًا الى ان التركيز على بعض المناطق للترويج للسياحة في لبنان سببه غياب الخطة السياحة التي ترتكز على التوازن الانمائي السياحي.

من جهة أخرى، اشار الى ان الشعب اللبناني رفض التغيير من خلال الانتخابات النيابية، مؤكدًا ان على اهالي بعلبك رفض المشهدية التي تمثل منطقتهم لتعود الى صورتها التقليدية بعلبك المهرجانات والحفلات والسهر.

ولفت الى ان التعديات في بعلبك تطال محيط الموجودات السياحية تحت الارض التي كان يجب ان تستكشف.

وعن غياب الاضاءة الكافية للسياحة الدينية، قال صفير:" السياسة في لبنان تدخل بكل شي حتى بالدين، والطائفية العمياء والبغيضة تدخل ايضًا في هذا المجال وبالتالي تطبيق نظام "الـ 6 بـ 6 مكرر" وهذا غير ممكن في السياحة الدينية".

واكد ان الحل يتمثل بوجوب وضع خطة سياحية تستهدف السياح في المواسم السياحية المختلفة، القيام بجردة للمنتج السياحي المنوي ترويجه، تطوير البنية التحتية، ازالة النفايات في الشوارع اضافة الى حد ادنى من الامن.

وراى ان هناك من يحاول تغيير صورة لبنان عبر رفض البعض لبنان السهر والحياة والانفتاح على حساب لبنان المقاوم والسواد، مؤكدًا ان لبنان لن يكون الا لبنان السهر والحياة والفرح والاحتفالات.

وردًا على سؤال حول سعر صرف الدولار، اشار صفير الى ان أحدًا لا يمكنه توقع سعر مستقبلي للصرف.