المصدر: الحرة
الكاتب: سارة الخنسا
السبت 22 آذار 2025 18:22:47
تطورات أمنية كبيرة يشهدها جنوب لبنان إثر إطلاق ثلاثة صواريخ باتجاه إسرائيل، وقيام الجيش الإسرائيلي بالردّ من خلال غارات وصفت بالعنيفة جدا على قرى في الجانب اللبناني.
واعتبرت قوات اليونيفيل العاملة في جنوب لبنان أن أي تصعيد من شأنه أن يؤدي إلى عواقب وخيمة في المنطقة وأنّ الوضع بين لبنان وإسرائيل لا يزال هشًا للغاية.
عن هذا التصعيد يعتبر المحلل السياسي رامي نعيم أن حزب الله "يرمي بيئته من جديد في أتون جهنم، وأن تصرفه غير حكيم وسوف يؤدي حكما إلى تهجير الجنوبيين الذين حاولوا العودة إلى قراهم".
وسأل نعيم عن جدوى مثل هذه التصرفات غير المجدية في الأساس والتي "لا تؤدي إلى أي نتيجة عملية ضد إسرائيل ولا إلى استعادة الاعتبار الذي خسروه، وفي النتيجة فلن يقنعوا الشعب اللبناني بضرورة بقاء المقاومة".
واعتبر نعيم أن "حزب الله ربما قد يكون استخدم كلام رئيس الحكومة نواف سلام عن انتهاء ثلاثية الشعب والجيش والمقاومة كحجة من أجل توتير الأوضاع لأنهم على يقين أن الاتفاق الذي ارتضوا به مع إسرائيل هو اتفاق ذلّ، وبالنتيجة فهم يحاولون تغيير المعادلة السابقة لكنهم لن يستطيعوا".
وختم نعيم بضرورة التوقف عن هذه الخطوات "غير المحسوبة خصوصا بعد التهديد الإسرائيلي بضرب بيروت، لأننا لا نريد تعريض بيروت لأيّة مخاطر"، وقال مخاطبًا قيادة حزب الله: "عليهم أن يفهموا هذه المرة بأنّ بيئتهم ستكون ضدهم في هذه القرارات".
من جهته، الكاتب والمحلل السياسي طوني بولس اعتبر أن "هذا الرد من قبل حزب الله هو محاولة لفتح جبهة إسناد جديدة بالاتفاق مع الحوثيين في اليمن ومع إيران ولا سيما بوجود تعزيزات عسكرية أميركية في المنطقة واستهداف للحوثي في اليمن".
وأضاف أن هذا التحرك يأتي "مؤازرة لليمينيين من باب إنعاش ما يسمى وحدة الساحات، وهي رسالة إيرانية مباشرة للرئيس الأميركي دونالد ترامب، بأن المقاومة مستمرة وأن إيران ستواصل دعم هذه التنظيمات".
وتابع بولس أن "ما يعزز هذه الفرضية أنها تأتي استكمالا للرسائل الإيرانية، وهذا ما سيورط لبنان مجددا ويهدد بسقوط الهدنة، وحصول حرب جديدة وهذا وارد على نحو كبير".
وأشار بولس إلى أن "هناك محاولات الآن من اللجنة الخماسية لتهدئة الأمر في جنوب لبنان، ولكن ننتظر الموقف الإسرائيلي الذي يتمتع بجهوزية كاملة وهو ينتظر مسار الأمور".
وبرأي بولس "فإن حزب الله يغامر مرة جديدة في لبنان ويستخدمه ساحة إيرانية وهذه المعركة تؤكد أن هناك فلولا في حزب الله على ارتباط مباشر بإيران وتختلف عن القيادة السياسية الحالية للحزب التي تحول القول إنها ملتزمة بوقف إطلاق النار".
وكان حزب الله أصدر بيانا نفى فيه أي علاقة له بإطلاق الصواريخ مجددا التزامه باتفاق وقف إطلاق النار، وأنه خلف الدولة اللبنانية في معالجة هذا التصعيد الخطير على لبنان.
من جانبه، دعا رئيس مجلس النواب نبيه بري الجيش اللبناني والسلطات القضائية والأمنية وكذلك لجنة مراقبة وقف إطلاق النار إلى المسارعة لكشف ملابسات ما حصل في جنوب لبنان.
وجدد بري دعوة جميع اللبنانيين وبخاصة القوى السياسية إلى "وجوب تنقية الخطاب السياسي والالتفاف حول الدولة ومؤسساتها الدستورية والقضائية والعسكرية والأمنية ووعي المخاطر الناجمة عن خلق الذرائع من خلال إثارة النعرات التي تشرع أبواب الوطن للنفاذ من خلالها لضرب لبنان واستقراره وتقويضه".
وقال الجيش الإسرائيلي في وقت سابق إنه اعترض ثلاثة صواريخ أطلقت من منطقة لبنانية على بعد نحو ستة كيلومترات شمال الحدود، في ثاني عملية إطلاق عبر الحدود منذ أن أنهى وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه الولايات المتحدة في نوفمبر القتال.
وردا على الصواريخ، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في بيان إنه أصدر تعليمات هو ووزير الدفاع يسرائيل كاتس الجيش "بالتحرك بقوة ضد عشرات الأهداف الإرهابية في لبنان".
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان منفصل إنه قصف عشرات من منصات إطلاق الصواريخ لحزب الله ومركز قيادة كان مسلحو الجماعة يعملون من خلاله في جنوب لبنان.
وأعلن الدفاع المدني في جنوب لبنان عن مقتل شخصين وإصابة 10 آخرين بجروح في غارة إسرائيلية على بلدة تولين.
وبموجب اتفاق وقف إطلاق النار، كان من المفترض أن يجري إخلاء جنوب لبنان من أي أسلحة لحزب الله وأن تنسحب القوات الإسرائيلية من المنطقة وأن ينشر الجيش اللبناني قوات فيها.
وينص الاتفاق على أن الحكومة اللبنانية مسؤولة عن تفكيك جميع البنى التحتية العسكرية في جنوب لبنان ومصادرة جميع الأسلحة غير المصرح بها.