صورة أميركية بالغة السوداوية عن لبنان

لبنان متروك لاقداره يصارع الموت وحيدا في ظل انقسام سياسي ونيابي متماد، غير عابئ بمصاعب اللبنانيين الحياتية والصحية . ولعل ما يزيد الاوضاع خطورة ما ينقل من قراءات خارجية سوداوية، وتحديدا اميركية عاد بها الوفد اللبناني الذي زار واشنطن اخيرا تحذر من مخاطر محدقة بلبنان وتتوقع مزيدا من التأزم في مدى غير بعيد وعلى مستويات مختلفة. وحيال ذلك، يقول هؤلاء ان المسؤولين الاميركيين سواء في البيت الابيض او في الخارجية الاميركية يعتبرون ازمة لبنان بلغت مستويات ما فوق الخطورة وان على اللبنانيين ان ينتشلوا انفسهم من خانة التعقيدات القائمة ويتبعوا المسار الذي يؤدي الى انقاذ لبنان واستعادة توازنه السياسي والاقتصادي . اضافة الى أن واشنطن اكدت على اختلاف مراجعها وما زالت على تاكيدها بأن المسؤولية الاولى والاخيرة تقع على عاتق اللبنانيين لفك هذه التعقيدات قبل فوات الاوان وبلورة الحل الذي ينسجم مع مصلحة لبنان بانتخاب رئيس للجمهورية على وجه السرعة، ويلي ذلك حكومة جديدة تقود البلاد الى الخروج من مأزقها ودون هذا المسار لن يجد لبنان مخرجا من ازمته.  

النائب ياسين ياسين الذي كان في عداد الوفد الذي زار العاصمة الاميركية يقول لـ"المركزية": "نعم الصورة التي طالعنا بها المسؤولون الاميركيون عن الاوضاع في لبنان سوداوية جدا وخصوصا من قبل مساعدة وزير الخارجية لشؤون الشرق الاوسط باربرا ليف التي واجهتنا بحقيقة كاملة عن مسار الامور في لبنان، سائلة عن الاصلاحات التي التزمنا القيام بها سواء لصندوق النقد او المجتع الدولي، معتبرة ان اقرارنا للكابيتال كونترول او لقانون السرية المصرفية لا يلبي المطلوب بل جاءا لمصلحة المسؤولين عن هذا النهج الذي أوصل البلد الى الكارثة التي انحدر اليها". وسألت في الوقت نفسه هل يعقل والبلاد على ما هي عليه ان تصل موازنة العام 2022 الى البرلمان في شهر شباط ولا تقر قبل تشرين. وخلصت الى القول ساعدوا انفسكم لنساعدكم والا نحن سنتخلى عن كل التزاماتنا تجاه بلدكم ومن بينها ما نقدمه للجيش اللبناني. 

اضاف: الاكثر من ذلك نحن منذ العام  93 حتى اليوم نراكم السقوط على كل المستويات الى ان بلغ الامر اخيرا الجسم القضائي. الرئيس عون وعدنا بجهنم والرئيس ميقاتي بالعصفورية وها نحن في خضمهما. 

وردا على سؤال قال نحن كنواب تغييريين عددنا لا يتعدى العشرة حاولنا وما زلنا مواجهة الطبقة المسيطرة على البلاد اقتصاديا وسياسيا بكافة الوسائل حتى وصلنا الى الاعتصام داخل المجلس النيابي والقناعة التي تكونت لدينا ان الخلاص من المنظومة المتحكمة بالبلد تستوجب اسلحة اكثر وشعبا كاملا يؤمن بالتغيير ويعمل له بكل الوسائل.  

وختم: لبنان لينهض من جديد يحتاج لرئيس جمهورية خارج الاصطفافات والطبقة التي تحكمت به منذ ما بعد الطائف لليوم. وان الاتيان برئيس توافق أو تسووي يعني استمرارا للازمة وتاليا للانهيار.