المصدر: النهار
الجمعة 28 تشرين الثاني 2025 21:13:59
كشف ضابط في سلاح الجو الإسرائيلي يقود خلية الاغتيالات – ويُشار إليه في الإعلام العبري بالحرف (أ) – رواية مفصّلة عن العملية التي استهدفت القيادي في حزب الله هيثم الطبطبائي، في مقابلة مطوّلة مع موقع "واللا".
ووصف الضابط العملية بأنها واحدة من أكثر المهام العسكرية تخطيطاً ودقة، رغم أنها نُفّذت خلال وقت قياسي من لحظة إعطاء الإذن.
وبحسب الضابط، وهو طيّار مقاتل يبلغ من العمر 27 عاماً، فإن التحضير لاغتيال الطبطبائي استمر لفترة طويلة وشمل سلسلة من الفحوصات والمداولات على مستويات قيادية عليا، “راجع خلالها قائد سلاح الجو مرات عديدة للحصول على التصديقات النهائية”، على حد قوله. وأضاف أن الطبطبائي كان هدفاً مركزياً لدى المؤسسة الأمنية الإسرائيلية نظراً لدوره في إعادة بناء قدرات حزب الله العسكرية، ووصفه بأنه أحد أبرز معارضي أي تسوية أو تهدئة في لبنان.
ساعة الصفر
يقول الضابط إن الموعد النهائي للعملية لم يُحدَّد إلا قبل ساعات قليلة من التنفيذ، بعد حصول الجيش على معلومات استخباراتية “بالغة الدقة”، إضافة إلى ما وصفه بـ“خطأ لحظة” ارتكبه عنصر قيادي في الحزب أثناء دخوله المخبأ.
ويروي الضابط أنه كان في استراحة غداء عندما تلقى مكالمة قائد السرب يطلب فيها تفعيل الخطة على الفور. ويؤكد أن المصادقات القيادية تمّت “بسرعة لافتة لأن الجميع كان يعرف الهدف”.
الهجوم
أُطلقت الضربة الجوية عند الساعة 2:43 بعد الظهر، واستهدفت الطابقين الرابع والخامس من مبنى مكوّن من عشرة طوابق. ويوضح الضابط أن التحدي الأكبر كان في إصابة الطابقين بدقة عالية من دون التسبب بدمار واسع في المبنى. وأضاف: “عندما شاهدت إصابة الذخائر للهدف كما خططنا، شعرت بأننا نفّذنا المهمة بأفضل طريقة ممكنة”.
وأوضح أن العملية عطّلت “حلقة مركزية” داخل بنية حزب الله العملياتية، معتبراً أن تأثيرها “مباشر وواسع”.
ما بعد الضربة
بعد التأكد من نجاح العملية، عاد الضابط إلى قاعدته وهنّأ فريقه فرداً فرداً، ثم غادر إلى منزله: “غسلت الصحون وخرجت مع الكلب… كان ذلك أسلوبي للعودة إلى الحياة الطبيعية بعد عمل كهذا”.
مشاركة ضابطة في الخلية
من جهتها، تحدثت ضابطة في وحدة مكافحة الإرهاب في سلاح الجو – عُرّفت بالحرف (ج) – عن دورها في العملية، مشيرة إلى أن “التحدي الأصعب هو الحفاظ على الجاهزية من دون معرفة متى سيأتي القرار”. وشرحت أن الخلية تتولى تحديد نوع السلاح، طريقة الطيران، وكمية الذخائر المطلوبة لإنجاز العملية بأقل هامش خطأ. وبعد يومين فقط من الاغتيال، أنهت الضابطة خدمتها وتمّت ترقيتها إلى رتبة نقيب، واعتبرت أن العملية كانت “أفضل ختام لمسيرتها العسكرية”.