المصدر: الجزيرة
الاثنين 6 أيلول 2021 11:24:28
أعلنت حركة طالبان أنها سيطرت على ولاية بنجشير بأكملها، وهي آخر منطقة في أفغانستان كانت في أيدي قوات مناوئة للحركة، في المقابل تجري الحركة اللمسات الأخيرة لإعلان الحكومة.
وقال المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد صباح اليوم الاثنين إن الحركة بسطت سيطرتها على الولاية الواقعة شمال شرق البلاد، لتكتمل بذلك سيطرتها على كل أراضي أفغانستان في الوقت الذي تستعد فيه لإعلان حكومتها.
وفي وقت لاحق، ظهر مجاهد في مؤتمر صحفي بكابل ليعلن أن "الحرب انتهت رسميا في أفغانستان" بعد السيطرة على بنجشير، وسعى لطمأنة سكان الولاية بأنه لن يكون هناك أي تمييز ضدهم.
وقال مجاهد إن عددا كبيرا من المسؤولين السابقين غادروا ولاية بانجشير إلى الخارج، مشيرا إلى أن عددا منهم لجأوا إلى الولاية بهدف مواصلة المقاومة، وأكد أنه لا مبرر لاستمرار الحرب في أفغانستان وحان الوقت لبناء الوطن.
وأضاف أن الحركة حاولت بصورة جدية حل مشكلة بانجشير سلميا لكن جهودها فشلت، على حد تعبيره، مؤكدا أن من خرجوا من بانجشير وأفغانستان يمكنهم العودة في أي وقت.
وبثت طالبان صورا ومقاطع فيديو تظهر قادة ومقاتلين من الحركة وهم يدخلون إلى مدينة بازاراك مركز بنجشير، وقد وقف بعضهم أمام بوابة مقر حاكم الولاية، ورفعوا علم الحركة فوق سارية.
من جهة أخرى، قال مصدر بالحكومة الأفغانية المنصرفة للجزيرة إن أمر الله صالح نائب الرئيس المنصرف أشرف غني -والذي كان يدعم القوات المناوئة للحركة- غادر بنجشير إلى طاجيكستان. وكان صالح قد أعلن أنه الرئيس الشرعي للبلاد بعد مغادرة غني إلى أبو ظبي إثر دخول طالبان إلى كابل منتصف الشهر الماضي.
وقال مراسل الجزيرة في العاصمة كابل حمدي البكاري إن طالبان أكدت سيطرتها على مقرات الشرطة وحاكم الولاية بمدينة بازاراك مركز بنجشير.
وأشار إلى أن عناصر من القوات المناوئة سلمت نفسها للحركة لكن آخرين لجؤوا إلى الجبال في هذه الولاية التي تشتهر بتضاريسها الوعرة.
من جهة أخرى، أكدت وزارة الدفاع البريطانية أن طالبان تسيطر على كل أفغانستان، لكنها قالت إن الوضع في بنجشير غير واضح.
أما وزارة الخارجية الإيرانية فقد حذرت من انتهاك حقوق الإنسان في بنجشير، وحثت طالبان على الالتزام بالقانون الدولي، وأضافت أن سلوك الأطراف التي ستحكم أفغانستان سيحدد كيفية تعامل طهران معها.
وكانت طالبان قد رفضت قبل ساعات عرضا من الزعيم المحلي أحمد مسعود بوقف القتال وإجراء محادثات إذا انسحبت الحركة من الولاية، وذلك مع سيطرة طالبان على جميع مديريات الولاية السبع.
وقال مسعود -على صفحة ما تسمى "الانتفاضة الشعبية" في فيسبوك- إنه يرحب باقتراح مجلس العلماء لإجراء محادثات لإنهاء القتال في بنجشير. وفي وقت سابق، ذكرت وسائل إعلام أفغانية أن مجلس العلماء، المؤلف من علماء دين، دعا طالبان لقبول التفاوض من أجل تسوية سلمية ووقف القتال في هذا الوادي.
وردا على عرض مسعود، قال المتحدث باسم المكتب السياسي لطالبان إنه "لم يبق ما نتفاوض عليه مع أحمد مسعود بعد رفضه عرضنا للسلام قبل أسبوعين" في إشارة إلى مساعي الحركة للسيطرة على ولاية بنجشير بطريقة سلمية الفترة الماضية قبل أن تشن قبل أيام هجوما على المنطقة عقب رفض القيادات المحلية تسليمها دون قتال.
ونقلت مصادر للجزيرة أن فهيم دشتي المتحدث باسم مكتب أحمد مسعود قتل خلال مواجهات في بنجشير.
الحكومة الجديدة
من ناحية أخرى، قال مسؤول بطالبان للجزيرة إن الحركة أكملت إجراءاتها لإعلان الحكومة الجديدة، وإن زعيم الحركة هبة الله آخوند زاده سيبقى في موقعه ويشرف على الحكومة.
وأضاف المسؤول أن الحركة ستعلن نظاما يحظى بقبول المجتمع الدولي والشعب الأفغاني، مشيرا إلى توجيه دعوة لكل من تركيا والصين وروسيا وإيران وباكستان وقطر للمشاركة في يوم إعلان الحكومة.
وفي المؤتمر الصحفي الذي عقده، قال ذبيح الله مجاهد إن الحركة ستشكل حكومة تصريف أعمال كي تكون هناك فرصة لتعديلها وتحسين أدائها.
وأوضح أن علاقة الحركة مع الصين قوية، وتريد التعاون معها من أجل تنمية البلاد، وقال إنهم يتوقعون أن تعترف الصين بالحكومة الأفغانية الجديدة.
وعن مطار كابل، قال متحدث طالبان إن تشغيل الرادار في المطار يحتاج إلى وقت لأن القوات الأميركية عطلته قبل انسحابها.
وأضاف أن "أصدقاءنا القطريين والأتراك يعملون على إعادة استئناف الرحلات الدولية من مطار كابل"، مجددا دعوة حركته للدول الصديقة لإعادة بناء أفغانستان.
وكان المتحدث باسم المكتب السياسي لحركة طالبان محمد نعيم قال إن زعيم الحركة سيكون أميرا للبلاد، في حين لم يحدد بعد اسم رئيس الحكومة المرتقبة.
وأضاف نعيم أن جهود تشكيل الحكومة مستمرة وقد يتم الإعلان عنها خلال أيام، وكان رئيس المكتب السياسي للحركة الملا عبد الغني برادر قال قبل يومين إن الحركة بصدد تشكيل حكومة شاملة تمثل جميع أطياف الشعب الأفغاني.