طاولة نقاش حول النفايات الصلبة في الصيفي

عُقدت في بيت الكتائب المركزي في الصيفي طاولة نقاش حول ملف النفايات الصلبة نظّمتها مصلحة البيئة والانماء الريفي وحضرها جمهور واسع من الجمعيات التي تُعنى بالشأن البيئي والنشطاء البيئيين اضافة الى عدد من رؤساء البلديات والمخاتير.
وتحدث في الندوة رئيس حزب الكتائب اللبنانية سامي الجميّل، رئيس اقليم المتن الكتائبي الياس حنكش، رئيس نادي العلوم انطوان تيان، رئيس بلدية بريح صبحي لحود والاستاذ في جامعة القديس يوسف الدكتور دومنيك سلامة.

كلمة رئيس حزب الكتائب
وجه رئيس الكتائب تحية الى اهالي شهداء المرفأ الذين يدافعون عن بلدهم واهلهم ويطالبون بحقهم ودولة القانون ويتم قمعهم والاستهتار بمطالبهم. واعتبر رئيس الكتائب ان مجلس النواب الموجود غير قادر على اعطاء اي شيء للشعب اللبناني ولهذا تحملنا مسؤوليتنا بالاستقالة منه داعياً القضاء الى عدم التراجع.
واكد رئيس الكتائب ان على الرغم من كل الظروف التي يمر بها البلد كان لا بد من التطرق الى هذا الموضوع في غياب اي شعور بالمسؤولية فيما تدمير البلد والبيئة يسيرعلى قدم وساق والمجازر تُرتكب يومياً في الوديان والبحر وعلى كل المستويات فكان لا بد من التفكير بحلول تعويضاً عن غياب الدولة التام .
وذكّر الجميّل بالمراحل التي مر بها هذا الملف مروراً بتجربة سوكلين التي حققت ارباحاً طائلة على ظهر مالية الدولة مع نتائج بيئية كارثية غابت عنها عمليات الفرز والتخفيف من النفايات الصلبة وتصريفها بطريقة صحيحة وتتقاضى لقاء ذلك 120$ للطن مقابل خدمات بدائية لا تتخطى لم النفايات.
واشار الى رفض حزب الكتائب التجديد للشركة التي كانت تقوم بعملية سرقة ممنهجة على عكس توقعات السلطة التي استمرت في تعاطيها الخاطىء فأوصلت الى ازمة نفايات واقرار المطامر البحرية التي ادت الى استقالتنا من حكومة تمام سلام اعتراضاً على استمرار الفساد .
ولفت رئيس الكتائب الى جملة حلول كان يقدمها الحزب يومها. منها قصيرة المدى تقضي باقامة مطامر صحية مؤقتة في السلسلة الشرقية توفر تدمير البحر الى حين بناء معامل فرز ومعالجة والدخول في حلول مستدامة تعتمد في كل الدول .
ووجه الجميّل تحية الى البلديات التي قررت الخروج من العقود واخذت على عاتقها لم نفاياتها ومعالجتها كما حدث في بلدية بكفيا وبريح وعدد آخر من البلديات .
وختم بالقول ان المجازر ترتكب بحق البيئة اللبنانية يومياً في الوديان اللبنانية التي تحولت الى مكبات ناهيك عن الكسارات التي تشوه الجبال لاستخراج الحجارة وخلطها بالنفايات لردمها وهي جرائم جديدة تضاف الى مجموع الجرائم التي يدفع اللبنانيون ثمنها من ماليتهم وترتكب بحق بلد يريد اهله ان يعيشوا فيه ويحافظوا عليه لأبنائهم.
كلمة حنكش
وقال حنكش ان واحدة من مصادر ربح المافيا هو النفايات وتأتي مباشرة بعد الكهرباء . واعتبر ان هذه الفترة السوداء التي نمر بها اتت على ما تبقى من لبنان الأخضر الذي سلمنا اياه اجدادنا.
وعن علاقة احزاب السلطة بملف النفايات اشار حنكش الى تقاسم لجبنة الأرباح من قبل الجميع دون استثناء منذ العام 1992 بتغطية من مجلس الانماء والاعمار.
واعتبر انه بدلاً من اختيار برج حمود لتكون مزدهرة بالشواطىء كونها من اكثر المناطق اكتظاظاً بالسكان اصبحت مكباً وتم تدمير الثروة السمكية والبيئية في ساحل المتن وانتشرت الأمراض السرطانية بين الأهالي الذين يعانون الأمرين.
واعتبر ان الكلفة المرتفعة لمعالجة النفايات هي ربح صاف للمنظومة لذلك ترفض المعالجة وقد وقع رئيس الجمهورية ورئيس حكومة تصريف الأعمال مؤخراً على موافقة استثنائية لتوسعة مطمر الجديدة فأصبحت كل الاعتدءات البيئية مقوننة .
ورأى ان الحل الوحيد لمعالجة كل هذه الملفات هو رحيل السلطة العاجزة والفاسدة لأن الحديث عن اختلاف في المعالجات التقنية غير صحيح ويمكن ان تتم مناقشتها لو كان لدى هذه السلطة اي نية في حل الملف .
كلمة مصلحة البيئة
وتحدثت رئيسة مصلحة البيئة والانماء الريفي في الحزب جانين يونس وفندت حجم السمسرات الذي يحوم حول الملف وقالت: كلفة انفاق لبنان لإدارة كل طن من النفايات الصلبة نحو:154.5 دولارأً أميركياً بينما يُنفق كل من الجزائر والأردن وسوريا 7.22 دولاراً و22.8 دولار و21.55 دولار على التوالي. اي ان لبنان يتكلف حوالي 420 مليون دولاراً سنويا على إدارة النفايات الصلبة، بينما تُنفق بلدان مثل الأردن وتونس بين 48 مليون و54 مليون دولار سنويا.
السؤال المطروح اي ذهبت هذه الفروقات الكبيرة ولماذا تتخطى الكلفة في لبنان اهم دول العالم .
ودعت يونس المسؤولين عن الملف الى الاعتراف بفشلهم والتنحي افسحاً في المجال لمن يملك الكفاءة في المعالجات .
لحود
رئيس بلدية بريح الأستاذ صبحي لحود عرض من جهته تجربة بلدية بريح في انفصالها عن عقود الدولة المركزية في هذا المجال، وقيامها بإدارة نفاياتها بنفسها عن طريق مقاربة شاملة تشمل الفرز من المصدر واستحداث معامل للتدوير والتسبيخ.
تيان
عرض الأستاذ أنطوان تيان خطةً حضّرها وطرحها نادي العلوم في هذا المجال، تقوم على مقاربة إدارة النفايات الصلبة من وجهة نظر تراعي الخصائص الجيولوجية والإيكولوجية للبنان، وتتطرق للتوعية المجتمعية الشاملة وللبنية التحتية اللازمة لإدارةٍ رشيدة لهذا الملف.
سلامه
تناول د. دومينيك سلامة تلازم خمسة عناصر هي: السياسات والاستراتيجيات والأطر القانونية والتخطيط الشامل والتنفيذ العملي، وبيّن الإشكالية الكامنة في قلب العناصر الخمسة هذه في السياق اللبناني؛ كما تناول فرز النفايات الطبية مثالًا عن إحدى قصص النجاح النادرة في لبنان، وكيف كانت لها ارتدادات إيجابية بعيدة المدى.