طرابلس ٠٦ يبكي الفيحاء

طرابلس ٠٦ او الفيلم الذي أبكى المدينة هكذا يمكن وصف هذا العمل الاكثر من رائع لشبكة اخبار الان والذي يحاكي قضية زوارق الموت التي تحصد مئات الضحايا بين الحين والاخر.
استطاع هذا الفيلم الذي لا يتجاوز الثلاثين دقيقة من وضع الاصبع على جرح طرابلس النازف وهي المدينة الافقر على حوض المتوسط والتي تضم في الوقت عينه ثروات لبنان التاريخية وبعض أثرياء العالم. 

لقد نجح كل من المبدعين المنتج الزميل نبيل الرفاعي والمخرج وسيم عرابي والزميل جان عبود الذي عمل بدقة مدهشة على المونتاج حيث فشل السياسيون في طرابلس منذ أكثر من ستين عاما ونيف .لقد دخل هؤلاء الزملاء الى القلوب قبل البيوت ونقلوا المعاناة من الداخل قلبوا صفحات الوجع اليومي في المدينة  وكشفوا الالم الذي يتستر خلف جدران تلك الابنية العتيقة في ازقة طرابلس الحبيبة.

الممثلون بدورهم أبدعوا لاسيما الممثل سلطان ديب والممثلة نو صابوني اما نجم الفيلم على الاطلاق كان الطفل مجد العمر الذي ابكى الحاضرين وادهشهم بقدراته التمثيلية التي لا تشوبها شائبة وهو حتما ممثل مبدع للمستقبل.

في المحصلة يبقى الامل ان  يكون هذا الفيلم الذي صنعته ايادي طرابلسية حافزا لمن بيدهم القرار لانقاذ المدينة الاجمل والاعرق على المتوسط وان يتوقف سقوط الضحايا لان الفيحاء التي حضنتنا جميعا والتي عانت كثيرا  تستحق منا الخير الكثير وهي ستبقى تلك الجميلة التي لا تشيخ وستعود حتما لتلعب دورها ومعا نعيد اليها العز والتألق الذي لطالما تمتعت به.
بيار البايع