المصدر: أساس ميديا
الكاتب: جوزفين ديب
الثلاثاء 28 تشرين الأول 2025 08:18:02
يصل اليوم رئيس المخابرات المصريّة حسن رشاد إلى بيروت، وهي زيارة لافتة جدّاً من حيث شخصيّة الزائر وتوقيت زيارته. تحضر مصر، التي لعبت دوراً محوريّاً في غزّة واستقبلت قمّة شرم الشيخ، في لبنان لاعباً يتمايز بأسلوبه عن اللجنة الخماسيّة الخاصّة بلبنان.
تفهم القاهرة الساحة اللبنانيّة جيّداً، وهي تدعم رئيس الجمهوريّة في معالجته أزمة السلاح “بالحوار”، وتشيد بموقف الرئاسات الثلاث المتمسّك بانسحاب إسرائيل من جنوب لبنان ووقف الغارات قبل بدء التفاوض. إلى جانب هذه الزيارة، وصلت المبعوثة الأميركية مورغان أورتاغوس إلى بيروت بعد مشاركتها وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس في الإشراف على اغتيال أحد قادة “الحزب” جنوباً. في مطلع الشهر يزور توم بارّاك بيروت لاستكمال مسعاه. وإذا كانت شروط واشنطن ومهمّتها في لبنان معروفة، فإنّ لمصر مبادرة لحلّ المعضلة اللبنانيّة ومساعدة بعبدا على الخروج من الأزمة.
منذ انتهاء الحرب الأخيرة، حرصت القاهرة على إبقاء خطوط الحوار مفتوحة مع القوى اللبنانيّة، ليس فقط مع الرئاسات الثلاث، بل مع “الحزب” أيضاً. في معلومات “أساس” أنّ مصر رافقت المراحل التي مرّت على لبنان بعد اتّفاق وقف إطلاق النار داعمة مواقف رئيس الجمهوريّة ومشيدة بـ”عدم استسلام “الحزب” لشروط تل أبيب”.
لذا ينطلق موقف مصر الأساسيّ من الموقف اللبنانيّ من حيث اعتبار إسرائيل غير ملتزمة الاتّفاق ومطالبتها بالانسحاب ووقف الاعتداءات. أمّا اليوم وقد اقترب لبنان من الهاوية فتعود مصر في رسالة من مدير مخابراتها لتقف إلى جانب لبنان عبر تقديم أفكار عن كيفيّة مقاربة لبنان للمطالب الدوليّة.
بعبدا: عودة إلى اللّجان؟
فيما تزدحم الأفكار من أجل إنقاذ لبنان، يبدو أنّ مصر قد وضعت نفسها على خريطة الدول التي يمكن أن ترعى مفاوضات بين لبنان وإسرائيل. إلى حين ظهور تفاصيل هذه الزيارة، تعود أورتاغوس وقد فشل الآخرون في الوصول إلى أيّ حل بين لبنان وإسرائيل.
تعود أورتاغوس ومعها جرعة دعم من تل أبيب للعب دور المفاوض كما لعبه قبلها آموس هوكستين. سبق لها أن أعلنت في آذار الماضي طرح تشكيل لجان مشتركة بين لبنان وإسرائيل للتفاوض في الناقورة، على أن تتضمّن شخصيّات مدنيّة لا عسكريّة فقط. وكان الطرح يومها أن يكون المدنيّون تقنيّين وخبراء حدود. وبعد رفض لبنان لهذا الاقتراح تسلسلت الأحداث إلى أن ارتفع سقف المطالب الدوليّة إلى التفاوض المباشر السياسيّ.
المطروح على بيروت بين واشنطن وتل أبيب
إلى جانب العناوين المتعلّقة بالملفّات اللبنانيّة الداخليّة، كاللاجئين وإعادة الإعمار والإصلاحات والحدود البرّية لكامل الأراضي اللبنانيّة، فإنّ البنود العالقة في خارطة الطريق خمسة:
1- تكريس منطقة عازلة على حدود لبنان الجنوبية من الجهة اللبنانية، وبالتالي القضاء على حقّ أهل القرى الحدوديّة بالعودة إلى منازلهم، وهذا ما نُشر في “أساس” منذ أشهر.
2- سحب السلاح بشكل كامل من جنوب الليطاني والبقاء على حضور الجيش اللبناني من دون دعمه بالسلاح الثقيل.
3- جعل المنطقة جنوب الليطاني منزوعة السلاح وحصر السلاح شمال الليطاني بالجيش اللبناني.
4- اعتراف “الحزب” بتحوّله إلى حزب سياسيّ وضمان حقّه في المشاركة في الحياة السياسيّة.
5- البدء بمفاوضات مباشرة لإرساء هدنة تمهّد لدخول لبنان خارطة السلام في المنطقة مع سوريا.
تبدو هذه المطالب مستحيلة التحقيق من المنظور اللبنانيّ، وبالتالي هناك ترقّب للطرح المصريّ، ولمهمّة أورتاغوس في فرض نفسها ضرورة وحاجة في الملفّ اللبناني، على أن تعيد بعبدا إلى خارطة الحلّ.