طلّاب "الرسميّة": لسنا جاهزين للإمتحان

فيما تقف إمتحانات الشهادة الرسمية على الأبواب، يُطرح السؤال حول جهوزية طلاب التعليم الرسمي قبل شهر من الإستحقاق. يمضي طالب الرياضيات في الثانوية الرسمية حيدر حاج علي وقته في متابعة تحصيله العلمي. مرّ وقت طويل وهو في المنزل جرّاء إضراب أساتذة التعليم الثانوي، قبل أن يعود إلى مقعده الدراسي قبل شهر ونصف تقريباً.

لم يتمكّن حيدر ابن بلدة ميفذون، كما باقي رفاقه من إكمال المنهاج الرسمي المطلوب، أسوة بزملائه في المدارس الخاصة. فالأساتذة حاولوا إنجاز الدروس بشكل سريع، من دون مراعاة حق الطالب في التمكّن من المادة وفهمها، وتحديداً في المادتين الأساسيتين كالرياضيات والفيزياء وفق حيدر. وأكّد أنّ «بعض الدروس الملغاة من الرياضيات هي مهمّة وأساسية، نظراً لارتباطها بمادة الفيزياء، وأيضاً لارتباطها بالجامعة لاحقاً». مسافات التعليم بين الرسمي والخاص تتوسّع.

لا يخفي حيدر كما سارة وعلي وجهاد وغيرهم قلقهم من الإمتحانات الرسمية، فهي تأتي في ظروف صعبة للغاية، بعض الثانويات الرسمية لا يزال يعطّل يومين في الأسبوع ومنها ثانوية القصيبة الرسمية. عددٌ من الأساتذة ماضٍ في إضرابه، حتى تحصيل المطالب. وفي الوقت نفسه يرون أن «الطالب مظلوم، وسيتأثّر سلباً في الإمتحان الرسمي». وفي هذا السياق، أشارت مصادر لـ»نداء الوطن» إلى أنّ الأساتذة المضربين «لن يتراجعوا قيد أنملة، وهم يشكّلون قوة ضاغطة، رغم تراجع نسبة كبيرة منهم، وعودتهم إلى صفوف طلّابهم».

ترى سامية (أستاذة رياضيات في إحدى ثانويات النبطية) أنّ «الطالب هو الذي يدفع الثمن، وتحديداً طلاب الشهادة الرسمية». تقرّ أنهم «خسروا كثيراً، في وقت يحصّل الطالب الخاص علومه ويكتسب مهاراته التربوية ومعارفه المطلوبة. هذا الأمر غير متوفّر في كثير من الثانويات». بدوره، لفت الأستاذ أديب إلى أنّ «هناك تلامذة إضطروا للإلتحاق بمعاهد التعليم الخاص للحاق بالمنهاج»، قائلاً إنّ «الأهالي يتكبّدون أموالاً طائلة كي لا يخسر أولادهم عامهم الدراسي». وأكّد أنّ «هناك من يحاول تعويض التلامذة ما فاتهم، ولكن «بسرعة قياسية»، أي «من دون جدوى».

في منزله يبذل حيدر كل جهوده الدراسية. يتنقّل بين دروس «اليوتيوب» والمدرسة. بعض المواد مثل الجغرافيا واللغة الأجنبية لم ينهِها بعد. معاناة الطلاب كبيرة، فهم يدفعون ضريبة التجاذبات التي سادت القطاع بين الأساتذة والوزارة والتي لم تحقّق النتائج المرجوّة. إضرابات عدّة شهدها القطاع التربوي طيلة السنوات الماضية، معظمها تركز على حقّ الأستاذ في تحسين أوضاعه، غير أن إضراب هذا العام كان الأكبر. استمرّ قرابة أربعة أشهر، ونعى عبره المدرسة الرسمية التي تقف عند شفير الهاوية.