طيّ استقالة نواب الحاكم.. وبرِّي يتخوَّف من عرقلة تشريع قرض الحكومة

كشفت مصادر متابعة عن حدوث خرق في الاجتماع الثالث الذي عقد بين رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي ونواب حاكم مصرف لبنان الاربعة، ويقضي بالتخلي عن فكرة الاستقالة مقابل وعد بأن تتقدم الحكومة يوم الاثنين بمشروع قانون الى مجلس النواب يجيز لنواب الحاكم تحويل اموال للدولة للإنفاق على مدى ثلاثة اشهر.
 
وشارك في الاجتماع النواب الاربعة: وسيم منصوري، بشير يقظان، سليم شاهين والكسندر مراديان. وعنوان البحث، حسب البيان الصادر عن مكتب ميقاتي: مرحلة ما بعد انتهاء ولاية سلامة، وتحدث ميقاتي عن التعاون للحفاظ على الاستقرار المالي والنقدي وعدم تعريضه للاهتزاز، متحدثاً عن مسؤولية وطنية ملقاة على عاتق الجميع، في حال لم يصر الى تعيين حاكم جديد للمصرف المركزي.
 
وحسب البيان ان الحكومة ستتعاون مع المجلس النيابي لاقرار التشريعات الضرورية لحسن سير عمل المؤسسات، وفقا لقانون النقد والتسليف.
 
وجاء في البيان ان نواب الحاكم شددوا على «أنهم يقومون بواجباتهم الوطنية والوظيفية ضمن الاصول القانونية»، وان البيان الذي أصدروه لحض الجميع على تأمين المتطلبات القانونية والتنفيذية للحفاظ على الحد الأدنى من الاستقرار الذي لا يقتضي المسب به اليوم، مثمنين «تجاوب القوى السياسية لتأمين المتطلبات حكومياً ونيابياً وقانونياً».
 
إذا طويت صفحة استقالة النواب الأربعة مقابل تشريع يضمن لهم ضخ الأموال لصالح الدولة لرواتب القطاع العام والألوية والتدخل للحد من التلاعب بالليرة.
 
وحول ما حكي عن مخرج يقوم على استقالة نائب الحاكم الأوّل فيستلم النّائب الثّاني، تنفي مصادر قريبة من عين التّينة هذه الفرضيّة وتقول: إمّا أن يستقيل الجميع أو يبقى الجميع.
وعن احتمالات المرحلة والحلول الممكنة في السّاعات المقبلة تقول مصادر قريبة من حركة أمل: «اللّهمّ إنّنا بلّغنا، الرّئيس ميقاتي يحاول تأمين ضمانات تشريعيّة لنوّاب الحاكم كي يقوموا بمهام الحاكم لكن دون ذلك عقبات وصعوبات، الخيارات ضيّقة والأيّام القادمة صعبة، فليتحمّلوا المسؤوليّة أمام اللّبنانيين».
 
وفي ضوء عدم انعقاد مجلس الوزراء وتطيير النصاب بغياب الوزراء على المحسوبين على التيار الوطني الحر، والمردة والحزب الديمقراطي (إرسلان) وحزب الله والأرمن.
 
في هذا الإطار ينقل زوّار رئيس المجلس تفهّمه لمواقف حلفائه المتباينة عن موقفه، فلكلّ رأيه وحساباته الّتي بنى عليها رأيه، وللرّئيس برّي موقف مبدئي عبّر عنه بوضوح: لا بدّ من تعيين حاكم أصيل بصلاحيات كاملة كي يقوم بمهامه، وواجب الحكومة القيام بذلك فليس ثمّة معنى لتصريف الأعمال بالمعنى الضّيّق ولحكم الضّرورة أوضح من خطر فراغ الحاكميّة في هذه الظّروف الاستثنائيّة.
 
وفي هذا المجال، افادت معلومات عن اتفاق سياسي مبدئياً، يقضي بعقد جلسة نيابية تحت عنوان «​تشريع الضرورة​»، لاقرار صرف اعتماد بإقتراض الحكومة من ​مصرف لبنان​ اموالا لزوم حاجات الدولة لأربعة أشهر بقيمة 800 مليون دولار. وعلى هذا الاساس، انتفت اسباب استقالة نواب حاكم مصرف لبنان الذين يستعدون لتولي مهامهم في حال تمّ اقرار التشريع الذي كانوا يطالبون به.
 
وعلمت «اللواء» من مصادر متابعة للموضوع ان نواب الحاكم سينتظرون اتصالات الايام القليلة المقبلة لتقرير الموقف، لكن المبلغ الذي ستطلبه الحكومة للإستقراض موجود في المصرف المركزي سواء كان 200 مليون دولار او 800 مليون مقطسة على اربعة اشهر. لكن المهم ان تنعقد الجلسة التشريعية من دون اعتراضات سياسية من رافضي «تشريع الضرورة» اذا كان لا بد من حل ازمة شغور منصب حاكم المركزي.
واوضحت المصادر ان نائب الحاكم وسيم منصوري ليس هو من يطلب من مجلس النواب إصدار قانون لصرف القرض، بل الحكومة تطلب، وهو الامر الذي يعالجه الرئيس ميقاتي مع الرئيس بري.