عبر "شبكات الظل".. حزب الله يكثف نشاطه لتهريب السلاح من "المخابئ السرية"

قالت مصادر أمنية سورية اليوم الثلاثاء، إن "حزب الله" كثف في الآونة الأخيرة نشاطه عبر حدود لبنان من خلال شبكات تعمل لصالحه بهدف تهريب أسلحة خفيفة ومتوسطة من مخازن سرية تركها بعد سقوط نظام بشار الأسد.

وأضافت المصادر لـ"إرم نيوز" أن سوريا بدأت في الأيام الأخيرة تنفيذ خطة أمنية متكاملة لضبط الحدود مع لبنان، تشمل نشر وحدات إضافية من الجيش والقوى الأمنية في النقاط الحساسة، واستخدام تقنيات مراقبة واستطلاع متطورة.

وكشف مصدر أمني مطلع على طبيعة الجهود التي تقوم بها وزارة الداخلية السورية، بالتعاون والتنسيق مع وزارة الدفاع وجهاز الاستخبارات، أن القوات السورية تخوض حملة مكثفة لإغلاق طرق التهريب الممتدة على طول الحدود مع لبنان، في مسعى لإنهاء ما تبقى من الشبكات التي استخدمها حزب الله خلال سنوات الحرب. 

إغلاق بؤر التهريب
وأشار المصدر إلى أن السلطات السورية تحاول إغلاق ما أمكنها من بؤر التهريب، فيما يحاول حزب الله اللجوء إلى أكثر الطرق وعورة وصعوبة، ويعيد إحياء طرق قديمة كانت معبرا للتهريب في فترات سابقة.
ولفت المصدر إلى أن السلطات السورية تمكنت من إحباط أكثر من 13 عملية تهريب للسلاح خلال الشهرين الماضيين، جرى خلالها القبض على عشرات المهربين السوريين وبعض اللبنانيين، بالتنسيق مع السلطات اللبنانية الرسمية، وتمت مصادرة كميات كبيرة من السلاح والتي تتضمن وفق المصدر الأمني، صواريخ قصيرة المدى وقذائف صاروخية ورشاشات متوسطة وثقيلة ومضادات دروع من نوع "كورنيت" وعبوات ناسفة وطائرات استطلاع مسيرة بدائية.

مناطق التهريب
وفقا للمصدر الأمني السوري، فإن طرق التهريب تمر اليوم عبر ثلاث مناطق رئيسية؛ منطقة القصير المحاذية للبقاع اللبناني (شرق)، جرود القلمون الغربي (قارة، يبرود، رأس المعرة)، الزبداني ومضايا، وريف دمشق الجنوبي.

ويلفت إلى أن عمليات التهريب هذه تنفذ عبر الطرق الجبلية الوعرة نفسها التي استخدمت في العقود الماضية لنقل مسلحين وسلاح ومخدرات، لكنها اليوم تعود إلى الحياة تحت إشراف شبكات أكثر تنظيماً وارتباطاً مباشراً بقيادات حزب الله.

ويذكر المصدر أن حزب الله، يعتمد أيضا على مهربين محليين يحيطون بكل تعقيدات هذه الجغرافيا الصعبة، ويتعمدون الاختلاط مع مهربين يعملون في تهريب المواد الغذائية أو الوقود، وهؤلاء يشكلون نسبة كبيرة من أبناء المناطق الحدودية على جانبي الحدود، ما يصعّب من مواجهة عدد كبير من عمليات التهريب في آن واحد. 

الهدف.. مستودعات الأسلحة
يقول المصدر الأمني إن هدف حزب الله من وراء تكثيف عمليات التهريب في الآونة الأخيرة، هو استعادة ما يمكنه من الأسلحة التي خلفها وراءه بعد انهيار سلطة النظام السابق في دمشق، ويربط هذا السعي الحثيث لتهريب المزيد من السلاح، بالاستحقاقات الخطيرة التي يواجهها.
وكان حزب الله، انسحب بعد سقوط نظام الأسد، من مواقع استراتيجية عدة داخل سوريا، أبرزها القصير والقلمون وريف دمشق وريف حلب، غير أن هذا الانسحاب لم يكن منظماً بالكامل. فيما تؤكد المعلومات والتقارير أن الحزب ترك خلفه مستودعات للأسلحة المتوسطة والخفيفة، بعضها تحت الأرض أو في مناطق جبلية يصعب الوصول إليها.

وبحسب مراقبين، أصبحت هذه المستودعات اليوم هدفاً لعصابات تهريب محلية، بعضها على ارتباط بعناصر سابقة في أجهزة النظام السابق باتت أشبه بـ "شبكات ظل"، وتعمل بالتنسيق مع أخرى ميدانية تابعة لـ"حزب الله"، بهدف استعادة تلك الأسلحة ومحاولة تهريبها مجدداً إلى الداخل اللبناني.