المصدر: اللواء
الكاتب: معروف الداعوق
الاثنين 7 نيسان 2025 08:15:49
ينفي كبار المسؤولين تلقيهم اي عروض اميركية، او من دول صديقة للبنان، للتطبيع او عقد اتفاق سلام مع اسرائيل، كشروط مطروحة مسبقاً، لاستكمال انسحاب قوات الجيش الاسرائيلي من المواقع الاستراتيجية التي ماتزال تحتلها في جنوب لبنان حتى الان، ووقف كل الخروقات للقرار ١٧٠١، وانهاء الخلافات والمشاكل الحدودية القائمة، خلافا لما يتردد في بعض بعض وسائل الاعلام من وقت لاخر.
ويشير بعض هؤلاء الى ان كل ما يطرح بخصوص التطبيع او عقد اتفاقية سلام بين لبنان واسرائيل، ورد في تصريحات وتمنيات لبعض المسؤولين الاميركيين مؤخرا، وخصوصا مبعوث الرئيس الاميركي ستيف ويتكوف عندما قال "ان الوقت للتطبيع بين سوريا ولبنان مع اسرائيل اصبح احتمالاً حقيقياً"، من دون ان يذكر اي تفاصيل اخرى، ولاقاه العديد من المحللين الاسرائيليين بهذه التمنيات، في حين لم يحمل اي مسؤول اميركي ولاسيما من ادارة الرئيس دونالد ترامب، اي طلب للبنان بهذا الخصوص، لانهم على معرفة بأن الاجواء الداخلية في لبنان غير مهيئة لمثل هذا الطرح، الذي سيقابل برفض محتوم من قبل جميع اللبنانيين.
وتساءل هؤلاء المسؤولون، كيف يمكن للبنان او غيره من الدول العربية،ان يناقش اي طرح اميركي او اسرائيلي للتطبيع مع اسرائيل في الوقت، بينما مسار التطبيع العام اصيب بانتكاسة كبيرة، في ظل استمرار رئيس الحكومة الاسرائيلية بحرب الابادة ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وتوسع خطط الاستيطان بالضفة الغربية والقدس، واحتلال مزيد من الاراضي السورية بالجولان، واستمرار احتلال مواقع عدة في جنوب لبنان، ورفض اي اعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة، ماوجه ضربة مؤثرة، لكل مساعي احلال السلام بالمنطقة ككل.
وشدد هؤلاء على ان البحث والنقاش مع المسؤولين والموفدين الاميركيين خصوصا، يتركز على ضرورة انهاء الاحتلال الاسرائيلي لما تبقى من الاراضي اللبنانية، وضرورة وقف الخروقات والاعتداءات الاسرائيلية على لبنان، والالتزام الكامل بتنفيذ القرار١٧٠١، والمساعدة على حل المشاكل المختلف عليها على طول الحدود الجنوبية، مع تاكيده الالتزام التام بتنفيذ بنود ومتطلبات تنفيذ القرار المذكور من جانبه، وهو ما يقوم به الجيش اللبناني منذ بدء تنفيذ وقف النار في السابع والعشرين من شهر تشرين الثاني الماضي، في حين تبقى التصريحات والمواقف ولاسيما منها الاميركية والاسرائيلية، ليست رسمية وجدية بالمعنى الكامل من الادارة الاميركية حتى اليوم على الاقل، وانما تندرج في اطار ممارسة الضغوط الديبلوماسية غير المعلنة على لبنان، لحمله على تسريع مطلب نزع سلاح حزب الله من منطقة شمال الليطاني، ومعرفة ردود فعل المسؤولين اللبنانيين عليها .