المصدر: النهار
الكاتب: سابين عويس
الجمعة 7 شباط 2025 08:07:53
فيما كان يُعتقد أن عقدة التمثيل الشيعي في حكومة نواف سلام حُلت بعد موافقة الرئيس المكلف على تسمية النائب والوزير السابق ياسين جابر لوزارة المال، وبعدما تفكّكت عقدة تمثيل حزب "القوات اللبنانية" بحصولها على حقيبة سيادية هي الخارجية، وبعدما صعد رئيس المجلس نبيه بري والأمين العام لرئاسة الحكومة محمود مكية إلى قصر بعبدا في دلالة جازمة على ولادة وشيكة للحكومة، تبخّر الدخان الأبيض ليحلّ محلّه دخان أسود نتيجة بروزعقدة شيعية لم يكن الرئيس سلام يعتقد أنها ستكون عقبة، بعدما أفضى التفاهم بينه وبين الثنائي "أمل - حزب الله" إلى أن يكون المرشّح الشيعي الخامس من حصة الرئيس المكلف. لكن تسمية الوزير الشيعي الخامس من خارج الثنائي أقلقت الأخير لأنه يسحب من يده أي قدرة على تعطيل الحكومة باستقالة الوزراء الشيعة على نحو يفقدها ميثاقيتها، كما حصل مع حكومة الرئيس سعد الحريري، علماً بأن هدف سلام من تسمية الشيعي الخامس كان يكمن في رغبته في ألا يكون هناك وزير ملك في حكومته قادر على إسقاطها!
لم يبلع الرئيس بري أن تكون التسمية رست على المرشحة لمياء مبيض، التي كان الثنائي قد عارضها منذ بدء مشاورات التأليف. ولم يبلع كذلك أن يحرجه الرئيس المكلف بعد دعوته إلى بعبدا وفي حضرة رئيس الجمهورية الذي بدا متعاوناً جداً مؤدياً دور الحكم في سبيل تهدئة الأصوات المرتفعة، حرصاً منه على ولادة الحكومة وتذليل كل العقبات الباقية أمامها. ولم يفهم أسباب تمسك سلام بها رغم اعتراض الثنائي عليها، بعدما كان تعاون معه في مسألة اختيار الوزراء الشيعة، على ما تقول مصادر عين التينة التي تضيف أن بري طلب إلى سلام عرض الأسماء الشيعية عليه ليختار من بينها. وتقول: هكذا كان باستثناء اسم مبيّض. امتعاض بري دفعه إلى الخروج من باب خلفي للقصر تعبيراً عن مدى انزعاجه الذي وضعته هذه المصادر في خانة التشكيك في سبب تمسّك سلام بمبيض وإسقاط اسمها في اللحظة الأخيرة رغم معرفته موقف الثنائي، الأمر الذي يدفعه إلى التساؤل عما إن كان الهدف الحقيقي يرمي إلى استبعاد الثنائي عن الحكومة، بعدما خرج الأمر عن خلاف على شخصية المرشحة مبيض التي تتمتع بكفاءات عالية، ليدخل في إطار سياسي بحت في مواجهة بات الثنائي يعتبر أنها معركة وجود أو كسر عظم، ولا سيما أن مشاورات القصر تأتي عشية وصول الموفدة الأميركية الجديدة مورغان أورتاغوس، علماً بأن المشكلة لم تقف عند حد رفض بري لمبيض، ورفض سلام للقاضي عبد الرضا ناصر الذي اقترحه بري، ما ترك انطباعاً سيئاً وخشية حيال ما سيكون عليه الأداء الحكومي والتضامن بين المكونات الحكومية أمام كل ملف أو استحقاق، وما إن كان التعطيل سيظل وسيلة لفرض القرارات.
حرص رئيس الجمهورية على تذليل العقبة المستجدة ترجم في دعوة رئيسي المجلس والمكلف إلى استكمال المشاورات. وعلمت "النهار" أنه في هذا السياق، أوفد بري مستشاره السياسي علي حمدان للقاء سلام في مسعى جديد لحلحلة العقدة. وبناءً على ذلك، لا تستبعد مصادر سياسية مواكبة أن تتم حلحلة هذه العقدة على نحو يؤمن ولادة الحكومة في الساعات القليلة المقبلة.