المصدر: المدن
الكاتب: مايز عبيد
الاثنين 1 كانون الثاني 2024 13:50:27
غابت أجواء الميلاد وزينة الأعياد عن عكار وشوارعها هذه السنة، ولم تُرفع أي شجرة ميلادية في عاصمة القضاء حلبا للسنة الرابعة على التوالي.
الأزمة الاقتصادية فَرضت وتفرض على الناس تمرير الأعياد بما تيسّر. أما احتفالات نهاية العام وتوديع سنة واستقبال أخرى، فصارت الأكثرية تفضّلها أن تكون في المنازل وبالمتوفّر.. وتوفير ما يمكن توفيره.
مشاكل بلا حلول
أقفل العام 2023 أبوابه وحزم حقائبه ومشى تاركًا خلفه أزمات ثقيلة ليورّثها للعام المقبل من بعده.. في الأثناء فإن عام 2023 بطبيعة الحال لم يكن عام الإنجاز للمشاريع ولا عام الحلول للمشكلات على صعيد عكار. الكثير من المشاريع لا تزال من دون إنجاز، مع أنها مطلب حيوي لأهالي المنطقة منذ سنوات لا بل منذ عقود، أما المشكلات والأزمات فما زالت تُرحّل من عام إلى آخر، من دون أن تعرف طريقها نحو الحلحلة.
إنمائياً: على الصعيد الإنمائي شهد العام 2023 عودة الحديث بقوة عن تشغيل مطار القليعات في عكار، ذلك الحلم الذي طال انتظاره، وهو تقليد اعتادت عليه المنطقة مع كل طقم جديد من النواب يأتي بعد كل دورة انتخاب جديدة، فيتم طرح تشغيل المطار كواحدٍ من أهم المشاريع والأولويات التي ستحدث الفرق في المحافظة العطشى للإنماء. الحديث المتصاعد هذا والمترافق مع حركة نواب المنطقة على باقي الكتل في البرلمان، سرعان ما تبدد مع انطلاق عملية "طوفان الأقصى" التي حوّلت الإهتمام نحو غزة وجنوب لبنان فخمدَ ملف المطار من جديد تحت رماد الأوضاع السياسية المستجدّة.
قضائياً: ومن الإنماء إلى القضاء، شهد العام 2023 تطورَين قضائيين: الأول، يختص بملف اغتصاب ومقتل الطفلة لين طالب ابنة بلدة سفينة القيطع، وذلك بإصدار قاضي التحقيق الأول في الشمال سمرندا نصار القرار الظني في قضيتها، وطلب عقوبة الإعدام للجد والجدة من جهة الأم والخال والوالدة. وفي مسار قضائي آخر يختص بمسألة تفجير التليل فقد صدر قرار المجلس العدلي بتخلية سبيل أحد أبرز المتّهمين بالقضية المدعو جورج إبراهيم مقابل كفالة مالية. الأمر الذي أحدث حالة من الغضب لدى الأهالي.
موجة نزوح جديدة
في أواخر 2023 عانت عكار من موجة نزوح جديدة نحو أراضيها انطلاقًا من الداخل السوري، سببها الرئيسي الأوضاع المعيشية الصعبة في مناطق نفوذ النظام. يشار في هذا الإطار إلى أن أغلبية من دخلوا الأراضي اللبنانية كان هدفهم الهروب عبر البحر إلى السواحل الأوروبية، وذلك انطلاقاً من شواطئ عكار. بالمحصلة بقيت رحلات الهجرة غير الشرعية بالمراكب عبر البحر نشطة، وبقي الجيش اللبناني من خلال فوج الحدود البرية الأول المتمركز على الحدود الشمالية وحيداً يواجه هذا الملف الشائك، براً وبحراً، وسط حديث عن دخول 400 شخص من التابعية السورية كل يوم، وغياب دور القضاء في مؤازرة الجيش بالأحكام وتسريع المحاكمات للحدّ من هذه الظاهرة.
النفايات أزمة مستمرة
هذا وتستمر النفايات كواحدة من أكثر الملفات ضغطًا على الواقعين الاجتماعي والاقتصادي في عكار، مع رفع الكثير من البلديات العشر إعلاناً بعدم قدرتها على إيجاد الحلول. ويتوقّع في هذا المجال وفي ظل عجز الكثير من البلديات عن رفع النفايات من شوارعها، انتشاراً أشد إيلاماً للنفايات بعدما أصبحت المكبات العشوائية منتشرة في كل اتجاه.
الواقع الصحي
الوضع الصحي الصعب يمكن اعتباره كواحد من الملفات الصعبة والشائكة التي قضّت وتقضُّ مضاجع الأهالي، مع ارتفاع أكلاف الاستشفاء بالدولار بشكل كبير يفوق قدرة معظم العائلات، وبغياب الجهات الضامنة عن القيام بواجباتها ومسؤولياتها.
يجدر الذكر أن انتشار المخدرات بشكل واسع في صفوف الشباب والمراهقين آفة خطرة سيحملها العام الجديد من مخلّفات سلفه، ومن هذا المنطلق يمكن اعتبار الأمن والاستشفاء والنفايات والإنماء المتوازن المفقود من أكثر الملفات الشائكة التي سيحملها العام 2024 من بداياته.