عكار تتخوف من تعاظم موجات النزوح... اللبكي: الأولوية للبنانيين

بدأت الامور تتداخل وتتعقد في محافظة عكار مع ارتفاع منسوب التحديات الوطنية الكبرى تحت وطأة المستجدات الحاصلة مع قرع طبول الحرب مع الجيش الاسرائيلي وتهديداته المستمرة وحصوصاً في الجنوب والبقاع وبيروت، واحتمالات توسّع رقعة الحرب الى باقي المناطق اللبنانية، في ظل الواقع اللبناني الصعب جدا، وتحلل الدولة ومؤسساتها وهشاشة الوضع الاقتصادي والحياتي والمعيشي للبنانيين، تضاف اليها أزمة النزوح السوري وتداعياتها السلبية الحاصلة منذ آذار 2011 وعدم قدرة اللبنانيين، وفي مقدمهم العكاريين، على تحمل كل هذا العبء الثقيل على الصعد المختلفة.

ويرى متابعون أن عكار في هذا المقام، في حال تطورت الأوضاع نحو الأسوأ، لا بد من أنها ستكون كما كانت دائماً، الملاذ الذي ستقع عليه الأوزار الثقيلة رغم ضعف الامكانات، في ظل تراجع خدمات الدولة ومؤسساتها وشحّ التقديمات من الدول المانحة عبر المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين والمنظمات الشريكة معها...

مشكلة النازحين والتهريب

أكثر من 300 ألف نازح وعامل سوري يقيمون حاليا في محافظة عكار، أي ما بات يوازي عدد أبنائها، سواء في مخيمات اللجوء أو في مجمّعات سكنية منتشرة في سائر قراها وبلداتها.

 ونظراً الى كون عكار منطقة حدودية شبه مفتوحة مع سوريا، رغم الجهود الكبيرة التي يبذلها الجيش والقوى الأمنية على طول الحدود (مئة كيلومتر من العريضة على البحر حتى نقطة النبي بري في الهرمل)، فإن مشكلة التهريب والدخول المفرط وغير الشرعي للسوريين الى لبنان، ساهمت أيضاً في مفاقمة أزمات عكار التي تتمتع بشاطئ طوله حوالى 16 كيلومتراً، تحول في الآونة الأخيرة الى منصة تهريب آلاف الأشخاص والعائلات السوريين واللبنانيين بحراً على طريق الهجرة غير الشرعية الى أوروبا.

ماذا لو خرجت الأمور عن السيطرة؟

ويرجّح مراقبون أن تتعاظم موجات الهجرة، في حال خرجت الأمور عن السيطرة  وتهاوى الوضع الأمني على نحو ما يتردّد دائما.ً

ورغم التراجع النسبي لوتيرة المواقف المتصاعدة داخلياً إزاء النزوح السوري والضغط في اتجاه ترحيل كل مخالف لنظام الإقامة، فإن عائلات سورية كثيرة تواصل هجرتها الداخلية من مناطق جبل لبنان وكسروان والمتن في اتجاه محافظات الأطراف: البقاع والشمال وعكار.

والسؤال المطروح اليوم في ضوء ما يجري تداوله ويجري التحذير منه: أي وضع ستعيشه هذه المنطقة، وما هي التحضيرات لمواجهة هذه التحديات المستجدة؟

اللبكي: أولويتنا اللبناني

محافظ عكار عماد اللبكي يشير  في حديث الى "النهار" الى "أن الوضع صعب للغاية والتحضيرات العملانية لاحتمالات نشوب حرب مع اسرائيل لا تزال في بداياتها، وحتى الآن لم يصل الى عكار سوى ثلاث عائلات من الجنوب جرت استضافتها لدى اقارب لها".

ويلفت الى "إتصالات تجريها معنا مفوضية اللاجئين والمنظمات والجمعيات الدولية الشريكة لها للسؤال عن الإستعدادات والامكانات فقط، من دون تقديم أي دعم،  وهمها في الدرجة الاولى النازح السوري.

ونحن من جانبنا نؤكد لها أن الأولوية بالنسبة إلينا الآن لمواطنينا اللبنانيين.

وإننا بالتعاون ما بين هيئة إدارة الكوارث في المحافظة والصليب الاحمر اللبناتي، أجرينا كشفاً على عدد من المباني التابعة لوزارة التربية وهناك ثلاثة مباني شبه جاهزة، جرت معاينتها ميدانياً، ومن ضمنها البناء الذي أعدّ كمستشفى قي خلال أزمة كورونا في سهل عكار".

لا تقديمات حتى الآن

ويضيف: "إننا نطلب من هذه المنظمات  كمرحلة اولى في حال تطوّرت الأمور نحو الأسوأ، أن يتأمّن لدينا امكان إستضافة ما بين 300 الى 400 شخص وتوفير الأغطية والفرش اللازمة لهم، وكذلك المواد الغذائية والأدوية والمحروقات والكهرباء.

الاتصالات تجري مع مفوضية اللاجئين وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومنظمة "الرؤية العالمية"  و"سوليداريتيه"، وعقدت اجتماعات تنسيقية عدة ولكن حتى الآن لا تقديمات من أي منها".

ويشدّد على رفض "أي مساعدات مشروطة، لأن الأولوية الآن للبنانيين ولأبناء الجنوب بشكل اساسي".

ويؤكد أنه "أبلغ كل بلديات عكار ضرورة الإبلاغ الفوري عن أي حالة نزوح"، موضحاً "أننا نعيش حالة ترقب وانتظار لما قد يحدث، ونحاول أن نكون، وفقاً للامكانات القليلة جداً ووضع البلديات الصعب جداً، مستعدين لأي طارئ للوقوف الى جانب أهلنا. وتمنياتنا ألا يحصل أي مكروه وأن يتمكن لبنان واللبنانيين من عبور هذه التحديات الكبيرة بأمان".