المصدر: الحرة
الخميس 14 كانون الثاني 2021 00:15:01
المعلومات التي كشفها وزير الخارجية الأميركي بومبيو بشأن ارتباط القاعدة بإيران "ليست سرا" فالنظام الإيراني معروف برعايته للتنظيم المتطرف منذ سنوات. هذا ما خلص إليه محللون ومختصون بالشأن الإيراني تعليقا على تصريحات بومبيو.
المتخصص في الشأن الإيراني علي هاشميان يرى أن علاقة النظام الإيراني بالقاعدة تمتد إلى بداية التسعينات "في مرحلتها الأولى"، ومن ثم تطورت بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001، وأصبح لها بعد مختلف.
واتهم وزير الخارجية الأميركية، مايك بومبيو، الثلاثاء، إيران بالمساعدة في التخطيط لهجمات 11 من سبتمبر، التي استهدفت مواقع ومباني أميركية في عام 2001، مؤكدا إن "القاعدة حافظت على علاقة مع طهران لما يقرب من ثلاثة عقود".
ووصف بومبيو إيران بأنها أصبحت "المقر الجديد" لتنظيم القاعدة، متخطية في ذلك أفغانستان وباكستان.
ويقول هاشميان إن "إيران تعاملت مع القاعدة على أربع فترات من الزمن، في التسعينات، وقبل وبعد 11 سبتمبر، وبعد سقوط صدام حسين، وبعد الربيع العربي في سوريا".
ومع أن القاعدة وإيران تختلفان مذهبيا، إلا أن "هذا لم يكن عائقا" بحسب المتخصص في الشؤون الإيرانية علي نور الدين.
ويقول نور الدين "القاعدة تهاجم في بياناتها "الروافض والصفويين والمجوس"، وهي تعني بهذا كله الشيعة والإيرانيين، لكنها في الحقيقة تنسق مع طهران باستمرار".
ويضيف نور الدين "إيران عملت مع أغلب التنظيمات على لائحة الإرهاب في المنطقة، وبشكل علني، والمستغرب الوحيد بعلاقتها في القاعدة بالنسبة لبعض الناس هو الاختلاف المذهبي، لكن إيران تعمل مع حماس وكتائب القسام وهما مختلفان مذهبيا عنها، وتنسق مع الإخوان المسلمين وهي مختلفة مذهبيا عنهم".
وبحسب نور الدين فإن إيران تستغل موقعها لمنح تنظيم القاعدة ممرات للتنقل بين أفغانستان وسوريا والعراق وتركيا.
كما أن طهران "تحتفظ برهائن من عائلات القاعدة لضمان استمرار التنسيق، وهي أيضا توفر ملاذا آمنا لقادتهم".
وقتل القيادي في تنظيم القاعدة، أبو محمد المصري، بالرصاص في طهران في أغسطس الماضي ، بحسب وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو، الذي أكد التسريبات المتعلقة بمقتله الثلاثاء.
وفيما نفت إيران التسريبات الصحفية التي قالت إن المصري قتل في ذكرى الهجوم على سفارات أميركية في تنزانيا وكينيا، فإنها لم ترد بعد على تأكيدات بومبيو، واكتفت بالقول إن تصريحات وزير الخارجية.
ولم يسجل أن هاجم تنظيم القاعدة أي أهداف في إيران، أو أهدافا إيرانية في سوريا، كما إن القوات الإيرانية أو الميليشيات التابعة لها "تبتعد عن القتال مع القاعدة في سوريا"، بحسب مدير المركز الأحوازي للدراسات الإستراتيجية حسن راضي.
وقال راضي لموقع "الحرة" إن النظام الإيراني معروف بتعاونه مع العصابات والميليشيات والمسلحين من مختلف الارتباطات.
وطالما تمتلك إيران أهدافا مشتركة مع التنظيم، يقول راضي، فإنها "ستستمر في تسخير القاعدة والميليشيات التي تعمل بإمرتها لتقويض الاستقرار في الدول العربية".
وبحسب راضي فإن الاختلاف المذهبي مع القاعدة لن يمنع النظام الإيراني من التعاون معها مؤكدا "طهران أخفت حمزة بن لادن لسنوات ولم تسلم العديد من قيادات القاعدة الموجودين في إيران والمطلوبين دوليا".
وقال راضي إن "إيران تمتلك تاريخا من التعاون مع عصابات المخدرات والاتجار بالبشر لتصفية واختطاف معارضيها".