المصدر: وكالة الأنباء المركزية
الثلاثاء 21 تشرين الثاني 2023 14:56:08
تتوقف الاوساط الدبلوماسية المتابعة لمسار التطورات على الساحة اللبنانية وتحديدا الجنوبية باستغراب عند مواقف رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي المشيدة بعقلانية حزب الله وحكمته في تعامله مع التطورات العسكرية المتصلة بالحرب الاسرائيلية، مذكرة اياه بتغييب الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله في خطابيه الاخيرين عن المستجدات، الدولة اللبنانية بكامل مؤسساتها واجهزتها، ما قوبل بردود مستنكرة من معظم القوى السياسية التي اعتبرته بمثابة رغبة واضحة لالغاء اي دور للدولة اللبنانية ولتحكم حزب الله كليا في قرار الحرب والسلم.
الولايات المتحدة ردت بحزم على نصرالله، معتبرة ان اي توسيع او تصعيد لرقعة النزاع بين لبنان واسرائيل قد يتحول حربا اكثر دموية من حرب العام 2006. وشددت على ان التدمير المحتمل الذي سيلحق بلبنان وشعبه لا يمكن تصوره، علما ان دائرة الاشتباكات تتوسع على الحدود وقد زادت عن العشرة كيلومترات ووصلت اسرائيل باستهدافها لبنان الى منطقة الزهراني متخطية للمرة الاولى العمق الجنوبي.
النائب السابق مصطفى علوش يقول لـ"المركزية" في هذا الصدد: طبيعي ان كلام الرئيس ميقاتي هنا كما كلام سائر المسؤولين خصوصا من يصلون للحكم والسلطة هو من قبيل استجداء الرضى. مواقفه هذه موجهة الى الثنائي الشيعي وتحديدا لحزب الله بغية تأمين استمراره على رأس حكومة تصريف الاعمال. كما انه لا يسقط من حساباته العودة لاحقا الى السراي الحكومي على رأس وزارة جديدة في حال تم انتخاب رئيس للجمهورية واخذت الامور مجراها الطبيعي لجهة التكليف والتأليف .
ويتابع ردا على سؤال قائلا: ان ميقاتي في اشادته بعقلانية حزب الله وحكمة السيد نصرالله يتناسى ان الامين العام للحزب صادر قرار الحرب والسلم من الدولة وتجاوز القرارات الدولية وخصوصا القرار 1701. كلنا نسمع ونشاهد على شاشات التلفزة كيف يستهدف اسرائيل من الحدود الجنوبية غير عابئ ان كان بذلك يجر لبنان الى الحرب والدمار ام لا.
ويضيف: حزب الله تحول الى ورم داخل الدولة اللبنانية وبنى دولته على حسابها واعلن صراحة تبعيته لايران وولاية الفقيه. في حين غزة وحماس لا تدينان بالأمر. هذا ما يدفع طهران الى التضحية بحماس والحفاظ على حزب الله كون الجمهورية اللبنانية هي جزء من الجمهورية الاسلامية بحساب نصرالله وايران.